ردّ دعوته إلى قرطبة سنة ستّ عشرة، إلاّ أنّه تأخر عن دخولها واستخلف عليها عبد الرحمن بن عطّاف اليفزني، وكان عبيده وأصحابه يدخلون إلى الأسواق يأخذون أموال التجّار، وبقي الأمر إلى سنة سبع عشرة وأربعمائة، ثمّ قطّعت خطبته عن قرطبة، وأطاعه جماعة من البربر وأقام بقرمونة وقتل يوم الخميس للنّصف من المحرّم سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
كان أديبا فاضلا، أنشد:
حصون المعالي بالثناء تشاد ... وحصن الثنا بالمكرمات تقتاد
ينال الفتى بالجود ما لا تناله ... سيوف تقدّ السابريّ حداد
وبالرأي إصلاح الأمور وكم بدا ... لتاركه بين الأنام فساد
تأنّ إذا لم يتّضح لك مطلب ... فإنّ التأنّي الأمور رشاد
وسرّك فاحفظه وكن كاتما له ... فان ظهور السرّ حين يعاد
5175 - المعتمد على الله أبو العبّاس أحمد بن المتوكّل جعفر بن المعتصم محمّد
العبّاسي الخليفة بالعراق. (?)