ذكره شيخنا بهاء الدين عليّ بن عيسى الاربليّ في كتاب التذكرة الفخريّة وقال: ضرب في قالب الإحسان فبذّ الأقران، وجرى في حلبة البيان فأحرز قصب الرهان، هاجر من وطنه إلى الشام وآثر بها المقام، وأنشد له:
لله طيفك ما أشدّ حفاظه ... يوفي بعهد أخي الحفاظ وينكث
ليلي بزورته كخطفة بارق ... يا ليت ليلي حين يطرق يمكث
لي كلّما وافى على كبدي يد ... ويد بأذيال الدجى تتشبّث
وله ديوان كبير، كتبت عنه ما اخترته في شعراء المائة السابعة، وكأنّه توفّي سنة ستّين وستّمائة.
كان من المحدّثين الثقات، روى بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله وسلّم: انّ الله اذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة تفكّهها بآبائها، إنّما الناس رجلان، برّ تقيّ كريم على الله عزّ وجلّ، أو فاجر شقيّ هيّن على الله، ثمّ تلا: {يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى} الآية [/13 الحجرات]، قال: عبّيّة بالضمّ والتشديد هنا الكبر، يقال فيه عبّيّة وجبريّة وعنجهيّة إذا كان فيه تكبّر وتعظيم؛ ويروى: عمّيّة بالميم. (?)