ويأكل من خبز بيده ويتناول القمّل فيقصعه، فقال له المتلمّس: ما رأيت كاليوم شيخا أحمق، فقال الشيخ: وما رأيت من حمقي؟ اخرج خبيثا وادخل طيّبا وأقتل عدّوا، أحمق والله منّي من يحمل حتفه بيده فاستراب المتلمّس بقوله فطلع عليه غلام من أهل الحيرة، فقال له: أتقرأ يا غلام؟ قال: نعم، ففكّ الصحيفة ودفعها إليه فإذا فيها: أمّا بعد فإذا أتاك المتلمّس بكتابنا هذا فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيّا.
فأخذها المتلمّس وقذفها في نهر الحيرة، ثمّ قال لطرفة: إنّ في صحيفتك والله مثل ما في صحيفتي فقال طرفة: كلاّ! لم يكن ليجترئ عليّ؛ وأخذ المتلمّس نحو الشام فنجا رأسه، وتوجّه طرفة نحو البحرين فقتل، وقال الفرزدق:
الق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ... نكداء مثل صحيفة المتلمّس
3960 - المتمنّي عامر بن عبد الله بن الشجب بن عبد ودّ بن عوف الكلبيّ
الشاعر. (?)
ذكره الأمير أبو نصر عليّ بن ماكولا في كتاب الإكمال عن دفع عارض الارتياب عن الأسماء والكنى والألقاب؛ وقال: لقّب ببيت قاله:
[تمنّيت أن ألقى لميسا فنلتها ... وأسرى ابن بدء بالسيوف القواضب]