كان شيخا معمّرا عالي الرواية وله حانوت بخان الخليفة كان طلاّب العلم يتردّدون اليه ويقرءون عليه، ثمّ رأيته شيخا بدار الحديث بالمدرسة المستنصريّة بعد وفاة شيخنا محمّد بن يعقوب بن أبي الدّينة (?) في رجب سنة ثمانين والاجازة التي بيده تاريخها سنة خمسين وستّمائة وفيها ذكر عمّي، وكان قد سمع أبا العبّاس [أحمد] ابن صرما (?) وزيد بن يحيى بن [أحمد بن] هبة الله والمهذّب بن قنيذة (?) وغيرهم، وكان يطيل الجلوس مع طلاّب العلم ولا يضجر، ونيّف على التسعين وهو صحيح الحواسّ، وكان ينفذ لي ويتحفني، وسئل عن مولده فلم يتحقّقه، وتوفّي سنة ستّ وتسعين وستّمائة.

3608 - كمال الدّين أبو محمّد عبد الرّحمن بن عليّ بن سعد الله الكوفيّ المقرئ.

كان من القرّاء العارفين بوجوه القراءات قال: جاء رجل إلى عامل للمنصور يتولّى الاجراء على العميان والأيتام والنسوان اللائي لا أزواج لهنّ، فقال له: إن رأيت أن تثبتني في القواعد فقال له: إنّ القواعد نساء فكيف اثبتك فيهنّ، قال: ففي العميان؟ فقال: أمّا هذا فنعم، فإنّ الله يقول: فإنّها لا تعمى الابصار، قال وأثبت ابني في الايتام؟ فقال: أفعل فإنّ من أنت أبوه فهو يتيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015