سمع شيخنا مجد الدين محمد بن الشيخ ظهير الدين أحمد بن أبي شاكر الإربليّ الحنفيّ بالقاهرة في شوال سنة سبع وسبعين وستّمائة، وله شعر منه:
يا عالما سرّ السرا [ئر] ... يا كاشفا ضرّ البصائر
ارحم عبيدا مذنبا ... واغفر له يا خير غافر
وكمال الدّين أفلاطون ممّن قصد حضرة مولانا [نصير الدين] طاب ثراه بمراغة سنة ثمان وخمسين وستّمائة، ولم يك عنده استعداد التحصيل بل كان يدأب نفسه في كتابة ما يريد أن يقرأه من دروس الحكمة وتتعسّر عليه معرفتها، فكان مولانا نصير الدين يأمرني أن اكتب له درسه، فقلت له يوما: هب أنّي أكتب درسه أفأحفظه عنه؟ وكان طويل الذقن، وله أخلاق حسنة، فكان يضفر لحيته ويلبس القباء النّسيج، وقلنسوة المغول، ويتكلّم بشيء لا يفهم، ويورد النكات في الخلاف على تلك الصورة والصيغة، وتوفّي بتبريز سنة تسع وستّين وستّمائة.
من أكابر الصوفيّة أصحاب المعاني والقبول والخوض في معرفة المنقول والمعقول، سمعت من سمعه، ينشد:
وما هو من حظي بأوّل فائت ... متى تمّ لي فيما أردت مرام
كتب إلى بعض الوزراء:
تجلّى ظلام الليل واتّضح الفجر ... وزال لباس البؤس وانكشف الضرّ