كلمة
معالي الأمين العام بالنيابة لرابطة العالم الإسلامي
الأستاذ/ أمين عقيل عطّاس
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله سبحانه وتعالى وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة المبعوث للخلق هادياً ومعلماً وسراجاً منيراً سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة عن الأمير سعود بن عبد المحسن، أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرني أن ألتقي بكم في رحاب المملكة العربية السعودية في هذا اللقاء المبارك بحضور هذه الجماعة من علماء العالم الإسلامي الذين حضروا لخدمة المجتمع الإسلامي التي تتجلى فيما تقدمونه من أحكام شرعية مستنبطة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة بطريق الاجتهاد الجماعي الذي أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، فأنتم إن شاء الله عدول ممن ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وإن عالمنا الإسلامي اليوم يعيش وسط تيارات تعصف به، غايتها هدم هذا الدين الإسلامي والتشكيك فيه، ويأبى الله ذلك حيث قال عز من قائل:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وقال جلَّ شأنه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
لذا فقد أصبح لزاماً أن يجتمع فقهاء العصر للاجتهاد الجماعي للصمود أمام تيارات الغزو الفكري من أعداء الإسلام ولبيان الأحكام الشرعية فيما يستجد من قضايا وأمور في حياتنا.
وإن في تراثنا الفقهي سعة لبيان أحكامها وحل معضلاتها تتجلى فيها خصوبة ومرونة الفقه الإسلامي، وإن هذا لبيان في حاضرنا اليوم لا يصدر إلا عن مجمع فقهي يلتقي في رحابه الفقهاء ممن هم أهل الاجتهاد وعدول هذا الوقت إن شاء الله، وإن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله الذي تشهد له مواقفه العظيمة الدائمة بأخذ زمام المبادرة في كل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، ومنها هذا المجمع الفقهي الذي قدمه هدية منه للعالم الإسلامي حيث رعاه وحباه بكل أنواع الدعم، كما أني أشير إلى التعاون القائم بين هذا المجمع والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي قدم ويقدم منذ إنشائه الخدمات الجليلة لعالمنا الإسلامي.
وأخيراً أسأل الله أن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمين عقيل عطّاس