بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة مجمع الفقه الإسلامي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، محمد وعلى آل وصحبه أجمعين.
وبعد: يسر مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن يقدم إلى القراء الكرام هذا الجني الداني للجهود الكبيرة المتواصلة التي يبذلها أعضاؤه وخبراؤه، إمعانًا للنظر في دقائق المسائل والموضوعات المطروحة للبحث والنقاش.
والحق أن هذا المجمع منذ إنشائه اعتمد البحث العلمي والنقاش البناء وسيلة إلى دراسة النوازل والقضايا وحل المعضلات بالاجتهاد فيها اجتهادًا جماعيًّا. وساهم مفكروه وباحثوه في ذلك إسهاما يذكر فيشكر، وشاركوا بأبحاثهم القيمة في الدورات والمؤتمرات والندوات التي يقيمها.
وقد قام المجمع بطبع تلك الأبحاث والدراسات ونشرها على نطاق واسع في أنحاء العالم الإسلامي.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى اجتهاد علمائنا اجتهادًا جماعيًّا، بضوابطه في ضوء الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، فإن ما يواجه المسلمين من مشكلات وما يعتري حياتهم من متغيرات يتطلب هذا النوع من الفتاوى من رجال الفقه والاقتصاد والطب والفلك وغيرهم من المفكرين والمتخصصين، الذين يجمعون إلى جانب التخصص الدقيق، إدراكًا لطبيعة مجتمعاتهم، ورغبة صادقة أكيدة في خدمة أمتهم على الوجه الإسلامي المنشود.
ودعمًا لهذا التوجه قامت، مشكورة، حكومة دولة البحرين، ممثلة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية، باستضافة المجلس العلمي لمجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الحادي عشر في الفترة من 25 إلى 30 رجب 1419هـ (14- 19 نوفمبر 1998م) بمدينة المنامة العاصمة.
وقد افتتح صاحب السعادة الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، وزير العدل والشؤون الإسلامية هذه الدورة بكلمة ضافية رحب فيها بالمشاركين، منوهًا بدور المجمع ورسالته، وتلقى المؤتمر الكلمة بالثناء والتقدير والشكر الجزيل. وعدها من وثائقه الرسمية.