بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

معالي الدكتور عز الدين العراقي

الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أشرف المرسلين وخاتم النبيين.

تنفيذًا لقرار أصدرته القمة الإسلامية الثالثة، عقد المؤتمر التأسيسي لمجمع الفقه الإسلامي في السابع من شهر يونيو 1982م، في مكة المكرمة. وكان ذلك المؤتمر مشمولاً برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي افتتحه بخطاب ضافٍ أكد فيه أهمية حشد جهود الصفوة من المفكرين المسلمين ومن علماء الدين، لإنجاح فكرة إقامة المجمع التي كانت حلمًا يراود مخيلات العديد من قادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

وها نحن بعد سبع عشرة سنة من التاريخ، نرى أن المجمع العتيد أضحى محط أمل الأمة وملء سمعها وبصرها. ذلك أننا نجني اليوم – ولله الحمد – ثمرات دانية من ذلك الغرس الطيب، لأن المجمع برهن على أنه مؤسسة إسلامية أكاديمية نشيطة، يلتقي في رحابها فقهاء الأمة وعلماؤها وحكماؤها، ويتعاونون على التعريف بالنظريات الفقهية، والاجتهاد في تطبيق ما غمض من أحكام الشريعة تطبيقًا ينم على تطور وتفتح يقتضيهما العصر، من ناحية، كما ينم على تمسك بالأصالة وارتباط بالعقيدة من ناحية أخرى.

وأهمية الدور الذي يضطلع، أو يجب أن يضطلع به الفقه الإسلامي في مجتمعاتنا الإسلامية الحالية، تتجلى في أنه يمس بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حياة الأسرة المسلمة والفرد المسلم، كما يمس العلاقات بين تلك المجتمعات الإسلامية وغيرها من المجتمعات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015