وقد ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الأحماض النووية هي التي تحمل المعلومات الوراثية، وأن الـ عز وجلNصلى الله عليه وسلم يخضع لجميع أوامر خالقه في الاحتفاظ بأسرار الوراثة المعقدة وإظهار ما يمكن إظهاره منها، وإخفاء الباقي لأجيال أخرى، بعضها يعبر عنه بالسائد، والبعض الآخر يعبر عنه بالمتنحي.
يخضع الـ عز وجلNصلى الله عليه وسلم لجميع أوامر خالقه في الالتزام بمواثيق توجيه نشاط الخلايا: صفاتها، خصائصها، أنزيماتها، وظائفها ... فكيف يكون ذلك؟ وما الذي يجعل الـ عز وجلNصلى الله عليه وسلم مسيّرًا لأحداث التغير في كل الأجيال والأنواع؟
الـ عز وجلNصلى الله عليه وسلم من أكبر الجزئيات المعروفة، يعطي تركيبًا أدق منه يعرف بالمورثات (الجينات) والمورثات حقًا عالم عجيب غريب ... يحاول العلماء أن يسبروا أغواره اليوم مستخدمين كل أدوات وإمكانيات البحث لمعرفة ما يحمله من أسرار ... ولكن مع كل ما يستخدمونه من تقنية دقيقة يظل يشفر لهم فقط، ويطلعهم على شيء يسير من أطراف تركيبه وبعض وظائفه، فالمورثات تنادي من الأعماق بأنها سر من أسرار الله، وأنكم أيها البشر: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] .
وقد ذكر البروفسور الفرنسي دانيال كوهن (1993) وهو واضع خارطة العوامل الوراثية الإنسانية ومدير مركز التعدد الشكلي للدراسات الوراثية بباريس، ورئيس مؤسسة جان دوسيه لكتلة العوامل الوراثية يقول: "ما نعرفه تمامًا، أي يمكننا قراءته واستيعابه علميًّا حتى الآن تقدر نسبته بـ1 في المائة منه الـ عز وجلNصلى الله عليه وسلم، أما ما هو فعال في جسم الإنسان فمقدر بين 5- 10 في المائة منه، في الوقت الذي تبقى فيه النسبة المتبقية وهي 90 - 95 في المائة قيد الفرضيات ".