أيها الحفل الكريم:
إن انعقاد مؤتمركم هذا على أرض السلام –بروني دار السلام- له دلالته الواضحة، فهو يعبر عن اهتمام كبير من جلالة السلطان الحاج حسن البلقية معز الدين والدولة سلطان دان يعد فرتوان نكار بروني دار السلام بأي عمل يكون من شأنه تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وتوضيح ما عن على الفكر فهمه من الأحكام الشرعية، وأن حكومة جلالة السلطان الحاج حسن البلقية معز الدين والدولة لا تدخر جهداً ممكناً من أجل العمل على تعميق المفاهيم الإسلامية الصحيحة، النابعة من الكتاب والسنة، بعيداً عن التعصب والتطرف والغلو في نفوس المسلمين حتى يرتفع شأن الإسلام والمسلمين في العالمين، وتتحقق لهم الخيرية التي وصفهم بها رب العالمين حين قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110] .
إننا هنا في بروني دار السلام نشعر بمسؤوليات عديدة وكبيرة تجاه عقيدتنا وشريعتنا وأمتنا الإسلامية، وإن من أعظم هذه المسؤوليات أن حكومة جلالة السلطان المفدى تسخر كل إمكاناتها وطاقاتها، وتجند أجهزتها ورجالها، وتبذل كل غال ونفيس من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، يدفعها إلى ذلك الإيمان بالله وطاعته والتقرب إليه؛ لأنها تعلم عظيم المسؤولية، وتعي شرف المهمة، وتعرف عظيم الأجر والثواب.
أصحاب المعالي والسعادة، أصحاب السماحة والفضيلة:
اسمحوا لي أن أتقدم من خلالكم بالشكر الجزيل لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي لاختياره بروناي لإقامة ذلك المؤتمر الفقهي الكبير، كما أتقدم أيضاً بالشكر وعظيم الامتنان لكم أيها العلماء الأجلاء عن تلك الجهود الطيبة التي بذلتموها خلال إقامتكم، وإننا لنعرب لكم عن مدى سعادتنا بوجودكم المثمر بيننا خلال فترة انعقاد المؤتمر، ونرجو أن تكونوا قد سعدتم بتلك الإقامة وتعودوا إلى بلادكم تصحبكم سلامة الله وأمنه، وقد حملتم في قلوبكم انطباعاً سعيداً عن إخوتكم في الله، ووقفتم على مدى ما أنجز وما سينجز من أعمال تخدم الإسلام والمسلمين في هذه البلاد.
وإننا نتمنى من كل قلوبنا أن نخرج من هذا المؤتمر بقرارات وتوصيات مثمرة تعود منفعتها على أمتنا الإسلامية وندعو الله من كل قلوبنا أن يكلل تلك الأعمال بالنجاح والتوفيق والسداد، وأن يأخذ بأيدينا إلى طريق الهدى والرشاد، وأن يجزي كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر كل الجزاء، كلأكم الله بعنايته وشملكم بوافر رحمته ورعايته.
وسدد خطاكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.