تقديم
كلمة معالي أمين عام المجمع
الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
كلمة معالي رئيس مجلس المجمع
الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على النبي الأمين، الذي أرسله الله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
مما لا يخفى أن من أهم الأهداف العظيمة، التي أنشئ من أجلها مجمع الفقه الإسلامي الدولي، حشد طاقات فقهاء الأمة وعلمائها ومفكريها، في شتى حقول المعرفة: من فقهية وثقافية، واقتصادية واجتماعية، وطبية، في أنحاء العالم الإسلامي، لمواجهة مشكلات الحياة المعاصرة المعقدة بالاجتهاد فيها اجتهادًا جماعيًّا فاعلاً، لتقديم الحلول الناجعة لتلك المشكلات مهما تعقدت، وذلك على ضوء فقه أصول الشريعة الغراء المعتبرة وقواعدها العامة.
وقد وفق المجمع، ولله الحمد والمنة، ومنذ تأسيسه، للسير خطوات مباركة طيبة في سبيل تحقيق أهدافه، فعقد مؤتمراته السنوية الدولية، واحدًا بعد الآخر في عدد من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي حتى بلغ هذه المرة دورته الثامنة، التي عقدت في جنوب شرق آسيا، بعاصمة بروناي دار السلام بندر سيري بجوان، وذلك في فاتح الشهر المبارك، شهر محرم الحرام، أول شهور السنة الهجرية، لعام أربعة عشر وأربعمائة وألف، الموافق واحدا وعشرين يونيو لعام ثلاثة وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد.
ولقد ظفرت هذه الدورة بسامي إشراف وحضور جلالة السلطان، حاج حسن البلقية، سلطان سلطنة بروناي، واستضافة كريمة منه، وقد نوه جلالته - حفظه الله - في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح الدورة بدور المجمع العظيم، وبرسالته السامية وبأهميته البالغة، في توجيه الأمة خصوصًا في زمن تطورت فيه الحضارة وتعقدت، وكثرت فيه الشبهات، وعمت الخلافات والنزاعات بين المسلمين، فالمسلمون يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وجود هذا المجمع ليقوم بدراسات مستفيضة وتحليلات شاملة بقصد الوصول إلى حل جذري لقضايا ومشكلات المسلمين العديدة المعقدة، والملحة التي أفرزتها الحياة المعاصرة في أوساط المجتمعات الإسلامية، طبقًا لأحكام الشريعة الإسلامية السمحة.