تقديم
كلمة معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
الدكتور حامد الغابد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسلم تسليمًا وبعد،
يطيب لي أن أقدم هذا العدد الثامن من المجلة العلمية التي يصدرها مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة إلى قادة دولنا ورجال الفكر، والباحثين والقراء والمستفتين خاصة، وإلى الأمة الإسلامية عامة.
وقد اشتمل هذا العدد من مجلة المجمع على دراسات وقضايا هامة جدًّا يحتاج إليها كل مسلم في علاقاته مع خالقه وفي معاملاته مع المخلوقين؛ لأنها لا تتضمن فقط أمورًا تتعلق بالعبادة مثل: موضوع أحكام الرخص الشرعية ونحوها، بل استوفت كذلك جوانب تهم المسلم في حياته اليومية مع المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، ومن أمثلة ذلك: حكم بطاقات الائتمان، وأخلاقيات الطبيب، وسائر الموضوعات التي بحثت في هذه الدورة.
وقد طلع علينا المجمع – كعادته – بقرارت وتوصيات ممحصة ومتقنة تتناسب مع روح العصر ومتطلباته.
ولم يقتصر دور المجمع على عقد مؤتمراته السنوية ونشر بحوثها ودراساتها في مجلدات بلغت الآن (21) واحدًا وعشرين مجلدًا، بل امتدت نشاطاته إلى مجالات أخرى، حيث تعقد هذه المؤسسة ندوات كثيرة متخصصة وتنظم مجالس علمية عدة. وإلى جانب هذه وتلك مشاريع المجمع العلمية التي قطعت كلها شوطًا كبيرًا من الإنجاز، مثل: إحياء التراث، الموسوعة الفقهية الاقتصادية، ومعلمة القواعد الفقهية.
ولعل من حسن الصدف – للإنجاز الأول – أن يتزامن صدور هذا العدد الثامن مع انتهاء تحقيق وطبع " عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة " لابن شاس، هذا الكتاب الذي يعد من أهم مصادر الفقه المعتمدة في المذهب المالكي لدى الأئمة وهو يطبع لأول مرة، وذلك على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، جازاه الله خير الجزاء وأكمله، وجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسناته.