الشيخ عبد العزيز الخياط:

بسم الله الرحمن الرحيم.

أود يا فضيلة الرئيس بهذه الكلمة أن أنوه بأمور ربما لم يتعرض لها الإخوة الكرام، نحن نعلم أن الغزو الفكري هو أشد خطرًا من غزو السلاح وأن الاتحاد السوفاتي لم يسقط بالقنبلة النووية ولا بالسلاح الذري النووي وإنما سقط بغير ذلك، ولهذا خشيتنا من هذا الغزو أن نزداد سقوطًا، لذلك أحببت أن أقول لإخوتنا الذين تناولوا الأبحاث ـ وهم مشكورون ـ ولم يتناولوا الغزو الصهيوني الفكري في الإذاعات، في التلفزيونات، في الكتب، في المجلات، في الأندية، في الدعوات المشبوهة مثل شهود يهوه، مثل ثورة المسيح، مثل الماسونية، مثل كذلك النوادي التي ثبت الغزو الفكري من خلال الطرق الكثيرة مثل نادي الروتاري، مثل الليونز، وأمثالها، فاستكمالًا للغزو الفكري الإسرائيلي الذي بدأ في مطلع فجر الإسلام من أيام عبد الله بن سبأ وبعد ذلك استمر في التفسير وغيره.

الأمر الثاني أن هناك غزوًا فكريًّا عانينا منه وما زلنا نعاني يتسلل من خلال الأحزاب سواء كانت هذه الأحزاب مسلحة أو غير مسلحة وسواء توصلت إلى الحكم أم لم تتوصل إليه، وأذكر على سبيل المثال أننا عرفنا في المنظمات المسلحة التي كانت في الأردن وفي بعض البلاد العربية أثناء ما يسمي بالنضال ضد الصهيونية دخلت علينا منظمات تحمل الفكرة الماركسية وتحمل الفكر التبشيري، واسمحوا لي أن أكون صريحًا في هذا الأمر فقد عاينت منه الكثير وحاولوا اغتيالي، وعلى سبيل المثال منظمة جورج حبش ومنظمة نايف حواتمه وأمثالهم الذين كانوا يدعون صراحة وعلانية إلى هدم الإسلام، أذكر أنه في منتدى عام في مجمع النقابات في عَمّان مرة ومرات وقف أحدهم يخطب ويقول: إن أول ثورة عربية هي ثورة مسيلمة ضد الإمبريالي أبي بكر، فهذه دخلت وأفسدت كثيرًا من شبابنا، ومازلنا نذكر حزب البعث العربي استكمالًا للأحزاب التي تولاها القوميون النصرانيون مثل قسطنطين زيريف وأنطون سعادة وأمثلهم استطاعوا أن يعبثوا في بلاد عربية وأن يفسدوا شبابها، ولقد علمت مؤخرًا ولا أدري إن كان هذا الخبر موثوقًا أم لا، لكن في نشرة وصلت إليَّ قبل ستة أيام أن ميشيل عفلق أصله يهودي من اليونان وأن زوجته هي ابنة جولدا مائير، نعم هذا علمته أخيرًا فإذن هذه ينبغي أن ننتبه إليها وأن نطلع عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015