3ـ آثار الغزو الفكري في الصحة:
حينما أيقن أعداء الله أنه لا سبيل إلى الإسلام وعقيدته حية في قلوب المسلمين فكان بداية التبشير مع نهاية الحروب الصليبية فشلًا في مهمتها، وهو ما يصرح به (ملخص تاريخ التبشير) (?)
يقول القسيس المبشر زويمر: إن جزيرة العرب التي هي مهد الإسلام لم تزل نذير خطر للمسيحية (?) . ويكمل وليم جيفور بالكراف المعنى فيقول: متى توارى القرآن ومدينة مكة وبلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربى يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه (?) .
واتخذ التبشير لدعوة المسلمين أساليب عديدة من أوضحها ما يأتى:
(أ) المدارس المختلفة التي فتحت في أرحاب العالم الإسلامي، وتحدثت عنها بشيء من التفصيل فيما تقدم (راجع آثار الغزو الفكري في التعليمِ) .
(ب) ومن أخطر هذه الوسائل البعثات المسيحية الغربية، وأول مثل لأثر البعثات ما حدث لرفاعة الطهطاوى الذي أقام في باريس من سنة 1242هـ (1826م) إلى سنة 1247هـ (1831م) فقد عاد ذلك الشيخ بغير العقل الذي ذهب به (?) وقس على الشيخ رفاعة.. من ذهبوا بعده (?) .
(جـ) ثم تأتى سائر وسائل التبشير؛ فتح المستشفيات، وبعث الإرساليات الطبية التي يقرر كثير من المبشرين في مؤتمرات وكتاباتهم.. أنها أدت إلى نتائج أسرع وأفضل من عمل القسس التبشيرية. يقول الطبيب بول هاريسون في كتابة (الطبيب في بلاد العرب) : لقد وُجدنا في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى (?) .