هذه كانت أهم أهداف الغزو الفكري بلورت في ست نقاط من تشويه، إلى التشكيك، إلى التذويب، إلى إحلال لعناصر جديدة (?) .
وهناك كثير من الأدلة على طريقة إحكام السيطرة على التعليم يكفي أن نُشير إلى بعضها:
1- فرض اللغة الأجنبية، فما من مرة وضع الاحتلال قدمه في بلد إلا وتحولت لغة التعليم والتدريس إلى لغته الأجنبية.. حدث هذا في جميع البلاد الإسلامية التي تعرضت للاستعمار، والأمثلة على ذلك كثيرة (?) .
2- تغيير جميع مناهج المواد الاجتماعية والإنسانية لكى تتواكب مع أهداف الغزو ومخططاته، ومن أكبر البراهين على ذلك ما حدث للمناهج الليبية إبان الاحتلال الإيطالي، وما حدث للمناهج الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي، وما حدث للمناهج التركية بعد إعلان العلمانية سنة 1924م، وما حدث للمناهج الإندونيسية إبان سيطرة الشيوعيين، وما حدث ويحدث في المدارس الفلسطينية تحت ضغط الاستيطان الصهيوني.. إلى غير ذلك من الأمثلة، ومن يتتبع ذلك يدرك مكان الخطورة، ومواطن الدس وقنوات السم.
3- إنشاء مؤسسات تعليمية لتوجية تعليمنا الوجهة المناسبة لغزوهم.. وهناك تفاصيل كثيرة عن مؤسسات التبشير والتغريب التعليمية التي أنشئت في فلسطين والشام، بدءًا من دور حضانة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت (?) والقاهرة، وإستانبول.. وتفاصيل عن كلية (غوردون) المنشأة بالسودان سنة 1902م وكلية (ماكريري) في يوغندا التي كان يرسل إليها أبناء جنوب السودان خاصة، لاستكمال دراستهم وفقًا للأهداف والتوجيهات الإنجليزية (?) , وغير ذلك من المؤسسات التعليمية التي أنشأها المبشرون والمستشرقون للقضاء على الإسلام.
ولقد استطاعت المناهج التعليمية الوافدة القائمة على النظرية المادية المنكرة للدين والأخلاق بناء على غير قيم الإسلام، وقام المبشرون والمستشرقون بفرض مناهج الغرب على المدارس الإسلامية , مما كان له أبعد الأثر في تدمير الشخصية الإسلامية الناشئة وحرمانها من التعرف على حقيقتها ودورها وهدفها.
فإن خطة السيطرة على المناهج التعليمية التي قام بها النفوذ الأجنبى (وورثها لمن جاء به من حكومات وقيادات نشأت في إطار الإيمان بالغرب والإعجاب به والتسليم له) قد شملت مختلف الميادين من السلوك الفردى والآداب الاجتماعية إلى الآداب والفنون.
وقد تحولت الأساليب من التبشير المباشر إلى التبشير الخفي الذي يتصل بالثقافة والصحافة حيث يقوم الكتاب التغربيون بأداء دور خطير في تحويل الأهداف الماسونية إلى حقائق مطبقة.