ولقد تكرم – أعزه الله- بإنابة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، فأشرف سموه الكريم على افتتاح الدورة ونوه في الخطاب الذي ألقاه بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين بدور المجمع الرائد وبرسالته النبيلة، داعيًا الأمة إلى قبول كل ما يصدر عنه من قرارات وتوصيات، ينطق بذلك قوله: " وإن هذا المجمع الفقهي، وما يضمه من صفوة علماء وحكماء الأمة الإسلامية لهو دليل تضامنها، وتوحيد كلمتها، وندعو إخواننا المسلمين، حكامًا وشعوبًا، أن يطرحوا ما لديهم من تساؤلات أو اختلافات على هذا المجمع الفقهي، وعلينا أن نتقبل بالرضى والتأييد ما يصدر عنه، فإنه إجماع علماء الأمة الإسلامية".
ودعا سموه أيضًا إلى توحيد كلمة الأمة ونبذ الخلافات فيما بينها قائلًا:
"وإننا ندعو على بصيرة إلى ما فيه توحيد الأمة الإسلامية، لا تفريق كلمتها وتشتيت رأيها، وصدع صفها، ندع الكلام فيما اختُلف فيه، ما دام ليس من جوهر العقيدة، ونركّز على مواطن الاتفاق أخذًا بقاعدة أولويات الدعوة، نحترم آراء الأئمة الكبار المشهود لهم منذ القرون الأولى للإسلام، غير مغلقين باب الاجتهاد متى استوفيت شروط مؤهلاته ... ".
وإن المجمع من حين تأسيسه وباطراد لا يزال يجد من لدن صاحب المقام السامي التأييد المادي والمعنوي الذي هو جدير به وفي حاجه إليه.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة وشعب المملكة العربية السعودية عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.