مساعدة الهمام حفر فيه سنة 1853 و1878، ولكننا آخذنا اكثر أخبارنا عن تلك المدينة من الجمعية الألمانية في الشرق التي ابتدأت بالعمل هنالك برئاسة (اندري) سنة 1902. وقد اقتفي اثر الشارع الرئيس فضلا عن خطة القصور والهياكل. وعثر في رصيف الشارع المبلط على عدد كثير من أنصاب صخر ظراف الشكل، وخطت عليها بالخط المسماري أخبار ملوك آشور وزعمائها في أيامها الأول، تلك الأيام التي كانت آشور تخاف فيها دائماً الغزوات. وتتوق في الوقت عينه إلى خلع نير بابل عن عاتقها ذيالك النير الممقوت، فأخذت تتمرن في فن المحاربة، الفن الذي استعملته بعدئذ بكل قساوة وعنف.
وطرأت على هيكل (آشور) رب الحرب الأعظم وزوجته (إشتر) المحراب تقلبات عديدة في خلال تاريخ آشورية المترجرج، واخذ اسم المدينة من اسم هذا الإله، وأعاد (سرجون) ملك (أكد) ذلك الهيكل، وكذلك (فوزور آشور) ملك آشورية بعده، وهو الذي حاط (المدينة الجديدة) بسور منيع كبير سنة 1500 ق. م. وتلك المدينة قسم (آشور) الجنوبي، وبنى (شلمن اصر) الأول المعبد مرة أخرى بقرنين بعد ذلك الزمن (1276 إلى 1257 ق. م)
لان البناء الأول احرق في إحدى الغزوات، ودون ذلك الملك أخبار الهيكل القديم بالخط المسماري على نصب هيصمي (رخام أبيض شفاف)، ولكنه نقل عاصمته واتخذ (كالح) مقراً له، وشيد فيها قصراً هائلاً، أقامه في موضع يسهل الدفاع عنه.
واشتدت شوكة آشور في ذيالك الزمان فاستعدت لتظهر بأسها؛ فحمل (شلمن اصر) حملات متتابعة على الارميين الزاحفين إليه وكبح جماحهم، واحتل (كركمش) و (كبادوكية) وقام (تكلتي ننرته) الأول الذي عقب (شلمن اصر) ودوخ بابل وسبى تمثال الرب (مردوك) من الهيكل (إي سجلاً) (راجع ما يخص بابل). ولذا انقرضت سلالة الملوك الكشيين الطويلة المتقومة من ستة وثلاثين ملكاً، ولكن نصر آشورية لم يدم كثيراً، إذ نشأت سلالة جديدة في بابل (1169 ق. م) وكان (نبو كدراصر) الأول اشهر ملوكها (1146 إلى 1123 ق. م) وكان الحظ متبادلاً بين المملكتين المتزاحمين حتى