ومن لعنت؟ وأي زاد أرادت وأي سفر هذا؟ ففي (2: 124) من الكامل يقول عمر بن أبي ربيعة ذاكراً غمزاتهن في الطواف:

قالت لها أختها تعاتبها: ... لا تفسدن الطواف في عمر

قومي تصدي له ليبصرنا ... ثم أغمزيه يا أخت في خفر

قالت لها: قد غمزته فأبى ... ثم أسبطرت تشتد في أثري

وهذا يؤيد ما قلناه آنفاً، ثم قال الأثري عن شعره (وان كان جله طاهراً كل الطهر من الإثم) قلنا: فالحاجات أذن كن يتصدين له.

- وقال الأثري في ص 252 (وهو حديث مسهب يصف) والصواب (مسهب فيه) لأنه يقال (أسهب في الحديث) لا أسهبه.

- وقال في ص 269 عن الفرزدق (حتى أهاب بالفرزدق داعي الرشاد بآخره فكف ونزع عن القذف والفسق. وراجع طريقة الدين وان لم يكن منسلخاً منه جملة ولا مهملا لأمره أصلا) وقال الشريف المرتضى في (1: 45) من أماليه (وكان شيعياً مائلا إلى بني هاشم ونزع في آخر عمره عما كان عليه من القذف والفسق وراجع طريقة الدين على أنه لم يكن خلال فسقه منسلخاً من الدين جملة ولا مهملا لأمره أصلا) فليعارض القارئ بين الخبرين يدهما لقائل واحد غيران الأثرى حذف (وكان شيعياً مائلا إلى بني هاشم) على حسب الطريقة السلخية.

- وقال في ص 270 عن الفرزدق أيضاً (أما الرثاء فلا يدله فيه كصاحبه الاخطل) قلنا: ليس ما قاله الأثري بصواب ففي (3: 253) من الكامل ما نصه (وقال الفرزدق يرثي حدراء الشيبانية:

يقول ابن صفوان: بكيت ولم تكن ... على امرأة عيني أخال لتدمعا

يقولون زر حدراء والترب دونها ... وكيف بشيء عهده قد تقطعا

. . . الخ) وفي ص 264 منه قال المبرد (وقال الفرزدق وتتايع له بنون:

أسكان بطن الأرض لو يقبل الفدا ... فديتم وأعطينا بكم ساكني الظهر

فيا ليت من فيها عليها وليت من ... عليها ثوى فيها مقيما إلى الحشر

فماتوا كأن لم يعرف الموت غيرهم ... فشكل على ثكل وقبر على قبر الخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015