باب المشارفة والانتقاد

38. تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر

(الجزء 3)

عصر محمد علي، بقلم عبد الرحمن الرافعي بك.

إذا أراد الباحث أن يقف وقوفاً صادقاً على تاريخ مصر منذ انبعاثها إلى عصر محمد علي واحتاج إلى معتمد يعتمد عليه، فما عليه إلاَّ أن يستمد أنواره من هذا السفر الجليل في أجزائه الثلاثة. وقد مر الكلام على الجزءين الأولين (8: 224 إلى 225) وهذا الجزء الثالث طوي على ذينك الغرين، بل ربما فاق صنويه. نعم كتب بعضهم من غربيين وعرب في هذا الموضوع، لكننا لم نر في تلك المصنفات التحقيق الذي ألفيناه في ما وشته بنان الأستاذ الكبير عبد الرحمن الرافعي بك، فقد وجدناه أوغل في بعض التدقيقات إيغالا لم (يقاربه) فيه أحد اقرأ مثلا تفاصيل الحملة التي حملتها إنكلترة على مصر في سنة 1807 وهي الحملة المعروفة بحملة الجنرال فريزر، وحملتها الثانية سنة 1840 فانك تجد فيها من بديع الأخبار والأحداث ما لا تجده في أي كتاب سواه. وقد غط المؤلف يراعته في مداد الوطنية والأباء والشمم، ما يبقي لكتابه حسن الأحدوثة والذكرى الطيبة، ويجعله إياه من أبناء وادي النيل البررة الذي يشار إليهم بالبنان.

ومما يسرنا أن هذا الجزء محكم العبارة متقن الكلام، كأنك تقرأ منه تصنيفاً من صدر الإسلام. وقد حافظ على مصطلح العرب في كل سطرخطه. فبينما تجد بعض الضعفاء المؤلفين يكتبون نصيبين (في شمالي سورية) نزيب، تراه لا يحيد قيد شعرة عن صحيح اللفظ ولا تراه يقول مرة (نزيب). وقد وقع هذا الجزء في 650 صفحة بقطع الثمن على ورق صقيل ثخين بديع مجلداً تجليداً إفرنجياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015