واعتمدت عليه، والذي وقفت عليه الآن، هو ما في كتاب تواريخ آل سلجوق لعماد الدين الأصفهاني، المتوفى في سنة 597هـ (1200م)، (اختصار البنداري) فقد جاء فيه اسم (القمرية)، لموضع في الجانب الغربي في أخبار سنة 551هـ (1156م)؛ فكان ذكرها قبل بناء الجامع المنسوب إليها (لان الجامع تم بناءه في سنة 626هـ)، أي قبل ولادة الناصر، إذ كانت هذه الولادة في سنة 553هـ (1158م) وهذا ما في الكتاب: (ص 249 من طبعة الإفرنج - ص 228 من طبعة مصر):
(وكانوا قد نصبوا من الجانب الذي من دجلة، على مسناة دار العميد، وبقرب القمرية، منجنيقين عظيمين، وهموا بنصب منجنيق لآخر، على الخان الذي بناه سرخك، مقابل التاج.) أهـ
وفي حاشية طبعة الإفرنج أن قاف (القمرية) مفتوحة في إحدى النسخ. وفي نسخة غيرها: مضمومة مع إسكان الميم في كل من النسختين. فبأي من المؤرخين يؤخذ من جهة التعريف وعدمه؟ وبأي من الروايتين من جهة الضبط يعمل؟.
ومع أن هذا الكتاب أوقعنا في اضطراب، فقد مكنا أن ننتج: إن الاسم ليس لإحدى النساء المعاصرات للخليفة الناصر لدين الله؛ ولعل الاسم هو الذي نسب إليه أبو منصور الحسن
بن نوح القمري، المعاصر لابن سينا الذي ذكرته في هذه المجلة (7: 230) فيكون الاسم قديماً، يرتقي إلى منتصف القرن الخامس للهجرة على اقل تقدير.
يعقوب نعوم سركيس
(لغة العرب) الذي عندنا انه يقال: جامع قمرية والقمرية لأنه منقول عن اسم الطائر المشهور؛ فهو كالحسن والحسين والعباس ونحوها، فقد تقال بال وبلا أل، فتقال بال للمح الصفة وبلا أل لنقلها إلى العلمية؛ وأما فتح القاف فعندنا من الخطأ الظاهر والمعروف الضم كما ضبطها صاحب تاج العروس إذ قال: وعبد الكريم بن منصور القمري بالضم حدث عن أصحاب الارموي وله شعر وكان يقرئ بمسجد قمرية غربي مدينة السلام فنسب إليها، انتهى.