صفحة من مؤرخي العراق

مؤرخ عراقي

يوسف الملقب بعزيز المولوي صاحب تاريخ قويم

قال أبو الطيب:

وإنما الناس بالملوك وما ... تفلح عرب ملوكها عجم

صدق المتنبي، فأن الأجانب أثروا في ثقافتنا فاقتنصوا منا جماعة خدموا آدابهم وراعوا سياستهم فصاروا يعدون منهم. ومترجمنا أحدهم وهو يوسف أفندي المولوي الملقب بعزيز. من شيوخ هذه الطريقة، ومؤرخ عراقي كبير، وأديب يعد من بلغاء الأتراك في لغتهم، استهواه العثمانيون وجذبوه إليهم، فخدم آدابهم وسياستهم، وراعى طرائقهم وصار يعد من كبار رجالهم. . .

له انتساب إلى الوزير حسن باشا فاتح همذان ووالي بغداد المتوفي سنة 1136هـ (ولا أدري درجة هذا الانتساب وماهيته) ومن زمن والده (ولم يذكر المؤرخ الموما إليه اسم والده) وأيام أخيه أسعد المرحومين (ولم يعرفنا بهذا أيضاً ولا تمكنا من العثور على أحوالهما في التراجم التي بأيدينا) ذكر هذا وقال:

أنني واقف على سيرة هذا الوزير حسن باشا، وعالم بها كما هي حقها.

وهذه الدعوى قد أيدها فعلاً وقام بالبرهنة عليها حقيقة. فأنه يذكر وطنه الأصلي وتقلباته في المناصب إلى أن وجهت إليه وزارة بغداد. . . وما يلي ذلك من حوادث زمنه.

أن مترجمنا تنوسي أمره ولم يعرف مدة في حين أنه جلا صفحة غامضة من تاريخ العراق لمدة تزيد على ربع قرن أي من سنة 1100 إلى سنة 1126هـ وفصل القول عنها بإسهاب بحيث لم يفعل عن أشخاص الوقائع ولا عن تصوير الحوادث فكشف مخبآت زمن نحن في ضرورة إلى إظهار ما طوته عنا الأيام من خفاياها.

فالإشارة في مثل هذه المواطن لا تكفي، والكتابة لا تفوق التصريح ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015