الأمام المشار إليه - أي أحمد بن حنبل - إذ لا يبعد أن نقل إلى محلة الحالي لسبب غرق بغداد الذي وقع سنة 544هـ - 1149م. . . والحال أن التاريخ المحرر في الرخامة هو بعد الغرق بثماني عشرة سنة ذلك الغرق الذي جعلها كالجزيرة وسط الماء. ومن هذه الملاحظات يظهر أن هذا التاريخ هو تاريخ النقل لكن

تحرير التاريخ على الرخامة بهذه العبارات أضاع قضية تاريخية يقام لها ويقعد).

قلنا نستغرب من صديقنا الفاضل هذه التطويحات التاريخية لأمور:

أولها - أنه لم يثبت عنده زوال قبر أحمد بن حنبل بهذا الغرق المذكور زوالاً حتى يجوز لنفسه ما ذكره.

وثانيها: أنه ليس من المعروف عند المسلمين نقل القبر لكونه غرق أو احرق مثلاً فقد أجرى المتوكل الماء على قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ولم ينقلوه وغرق المشهد الكاظمي ولم ينقلوا صاحبيه.

وثالثها - أن المستنصر بالله العباسي أمر في سنة 634هـ بعمل مزملة بالقرب من قبر (أحمد بن حنبل) لأجل الزوار الواردين فيها حباب ملئت من الجلاب على ما جاء في ص 28 من نسختنا للحوادث الجامعة المجهولة مؤلفة.

ورابعها - أن عز الدين أبا زكريا يحيى بن المبارك توفي سنة 637هـ فحمل إلى (مقبرة باب حرب) فدفن بالقرب من قبر (أحمد بن حنبل) فالقبر في هذه السنة المذكورة ثابت معمور لا زائل ولا مغمور وهي بعد الغرق الذي ذكره الكاتب ب (93) سنة ومصدر هذا ص 45 من الحوادث الجامعة.

وخامسها - أنه إذا جاز الظن في غرق قبر أحمد فعليه أن يسنده إلى غرق سنة 646هـ فقد قال مؤلف الحوادث (وأما الجانب الغربي فغرق بأسره من محلة الحربية - إلى - الخليلات - وسوى بعض باب البصرة والكرخ).

وسادسها - أن هناك حادثة تخص القبر المذكور قبل هذا الغرق ما رواه مؤلف الحوادث من أنه في سنة 646هـ توفي قيران الناصري ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل.

ولكن بقي علينا أن نثبت أن القبر بقي بعد هذا الغرق العظيم، وذلك هين فقد ذكر مؤلف الحوادث الجامعة في حوادث سنة 672 أنه توفي فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015