64 - العواطف الثائرة

الحماسة والسياسة من ديوان فتى الجبل السيد عبد الرؤوف الأمين.

الجزء الأول، طبع بمطبعة العرفان بصيدا سنة 1347هـ 1929م.

إن هذا الديوان الثائر بقطع الثمن الصغير وملاكه مائة وثمانون صفحة وفيه مائة وخمسة وستون تصويرا لملوك وأمراء وعلماء دين وأدب وسياسة ووطنية ولأبطال أحياء وشهداء وكل ما في الديوان عواطف ثائرة كما سماه ناظمه إلا أنها متناثرة وثورة العواطف كثورة الإنسان تضيع إذا لم تكن منظمة محكمة مبنية على رأي نضيج.

ويظهر لنا أن فتى الجبل لم يتقن النحو لأنه قال في ص 122

ونحت الشعر من معدنه ... طائعا جاء وما احتجت النحاة

فأقول: إن عدم احتياجه إلى النحاة جعله يعدي (احتاج) بنفسه فيرتكب ضرورة شعرية وهو الذي جعله يرفع البدل في ص 189 إذ قال (إن الخليفة الأول أبو بكر بعد أن. . .) ويرفع المعطوف المجرور في ص 92 إذ قال زهاء مائتي ألف محارب وثلاثة وثلاثون) ويفك جواب الشرط من الفاء في ص 111 إذ يقول (وإن شئت إكثارا سأملي) فما ضره لو قال (فأملي).

وسائر شعر هذا الفاضل مألوف مكرر ليس فيه ابتكار ففي ص 95 (تطير نفسي شعاعا) وهو كقول (قطرى بن الفجاءة) قبل ثلاثة عشر قرنا (أقول لها وقد طارت شعاعا) وقال في ص 95 أيضا.

فهل الأم إذا ما ... خلعت فيك عذاري

مع أنه يقول في ص 172.

ورفاق رزقتهم ليس فيهم ... غير مستأنس بخلع عذاره

فنقول له (إن الطيور على أشكالها تقع) وفي الديوان قصيدات جديرات بالإطراء والإعجاب سدد الله خطاه وزاده حماسة.

بغداد: مصطفى جواد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015