ويعتمد بعض القائلين بدفنه بدمشق على ما روي عن سليمان بن عبد الملك بن مروان أنه رأى النبي (ص) ليلة في منامه وهو يلاطفه فلما استيقظ في صبيحتها دعا بالحسن

البصري وحكى له رؤياه فقال له الحسن لقد صنعت لآل البيت معروفا فقال سليمان وجدت في خزانة يزيد رأس الحسين فألبستنه الديباج وصليت عليه مع جمع من أصحابي ودفنته فقال الحسن أرضيت بهذا الصنيع عنك النبي فاستحسن سليمان تعبيره وأمر له بعطايا. إلا أن هذه الحكاية لم تثبت في كتاب معتبر كما لم ترو عن رجال ثقات يعتد بهم.

ومنها: إنه مدفون في القاهرة بمصر وإليك بيان ما يقوله أصحاب هذا القول:

نقل الرأس الشريف على عهد بني العباس من الشام إلى عسقلان فدفنوه فيها فلما جاء إليها الملك الأفضل عام 491هـ 1099م نبش ذلك المكان وأخرج منه الرأس وعطره بالغوالي ووضعه في صندوق وبنى مشهدا ليدفن فيه فلما تم البناء أخذ الرأس واضعا إياه على صدره وأتى به راجلا إلى المشهد الجديد ودفنه فيه، وفي سنة 548هـ - 1153م نقله (طلائع بن رزيك) من وزراء الفاطميين إلى مصر وبذل في سبيل ذلك أموالا طائلة واحتفل باستقبال الرأس أعظم احتفال ودفنه في الموضع المعروف الآن في القاهرة بمشهد رأس الحسين.

هذا ويمكن أن يكون الرأس المدفون في عسقلان والمنقول إلى مصر رأس علوي آخر أو رأس أحد أصحاب الحسين الذين استشهدوا معه في واقعة الطف أو رأس أحد أهل بيته وسيأتي ما يفيدك أن رأس الحسين عليه السلام لم يدفن في عسقلان ولم يحمل إلى مصر.

وقد وصف السيد محسن أبو طبيخ المشهد الذي في القاهرة بقوله:

وأما مشهد الرأس الشريف فعلى جانب عظيم من إتقان العمارة وفخامة البناء. . . وطول المشهد نفسه 23 قدما وداخله شباك من البرنج الأصفر متقن الصناعة وداخل الشباك دكة عليها بردة حريرية سوداء مقصبة وفيه أيضا طرائف من المعلقات وأفرشة نفيسة وعليه قبة كبيرة لها مأذنتان (راجع الرحلة المحسنية ص 97).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015