وقال الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143 هـ 1730 م ثم صعدنا فزرنا قبر السيدة رابعة العدوية البصرية مولاة آل عقيل الصالحة المشهورة كانت من أعيان عصرها في الصلاح والعبادة ولها كلام في الحقائق والمعارف توفيت سنة 135 وقيل 185 وقبرها على رأس جبل الطور في زاوية ينزل إليها بدرج معمور تقصد للزيارة. كذا ذكر الحنبلي في التاريخ. فوقفنا هناك ودعونا الله تعالى وقرأنا الفاتحة.

وقفى النابلسي على ذلك بقوله! قال الهروي في الزيارات وبالجبل يعني جبل الطور مقام رابعة العدوية وقبرها والصحيح أن قبر رابعة في البصرة وإنما رابعة هذه التي بالجبل هي رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري إلى آخر عبارة الهروي.)

وعلى ذكر رابعة العدوية ورابعة الأخرى ننقل عبارة كتبها صاحب نسخة الإشارات إلى أماكن الزيارات المحفوظة في الخزانة التيمورية بالقاهرة على هامشها وقد حققنا أنه محمد أكمل الدين بن إبراهيم بن عمر المشهور بابن مفلح الدمشقي المتوفى سنة 1011هـ 1063 بمبحث كتبناه في مجلة المجمع العلمي العربي (م 8 ص 121) فإن فيها ما يخالف ذهاب الهروي أيضا إذ يجعل اسمها رايعة بالياء المثناة التحتية وأنها مدفونة في دمشق الشام وإليك نص الحاشية بالحرف:

(الصحيح أن زوجة ابن أبي الحواري اسمها رايعة (بياء مثناة تحتية) وهي التي قبرها عند المدرسة القيمرية الجوانية).

وعلى هذا فتكون رابعة المدفونة في جبل طور زيتا تحت الزاوية الأسعدية والتي ما زال

ضريحها مقصد الزوار لا هي بالعدوية ولا هي زوج أحمد بن أبي الحواري. فلعلها رابعة أخرى ذهبت الأيام بأخبارها وإن لم تستطع محو آثارها.

حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015