السنة الماضية آراءه على صفحات (الديلي تلغراف) مبينا الأعمال التي تنويها بعثة جامعة أكسفورد وبعثة متحفة شيكاغو للقيام بها في الشتاء المقبل. وقد تواردت علينا الأنباء الرسمية عن شيكاغو مفيدة أن البعثة قد عثرت على بعض العاديات

مما يرتقي تاريخه إلى 4000 سنة قبل المسيح أو أكثر وليس ذلك بالأمر العجيب لأن هناك من الأسباب الموثوق بها ما يحملنا على الاعتقاد بأن سكان بلاد الرافدين استعملوا النحاس قبل المسيح بأربعة آلاف سنة فعلية أن الحضارة التي نهضت بأصحابها إلى درجة تمكنوا فيها من اتخاذ المعادن لا بد أن يكون قد مضى على بزوغها في فجر التاريخ زمن طويل.

ولكن أين نشأت تلك الحضارة ومن الذين أنشئوها؟ - ذلك لا يزال من الأسئلة المعقدة أجوبتها. قد يصح تطبيق المأثورة القديمة والنظرية الحديثة التي اتخذت من مصر أما لجميع العلوم لأن هناك احتمالا أن الأمة التي نشرت الحضارة المصرية العظمى ظهرت لأول مرة في مصر (5000) سنة قبل المسيح ولم يمض على ظهورها زمن طويل حتى شرعت البلاد في اتخاذ النحاس على إنه لم يتحقق حتى الآن هل كانت مصر أو بابل هي المكتشفة لطريقة استعمال النحاس وقد يصح أن كلتيهما تلقت هذا الفن مع فنون أخرى أوسع نطاقا من أحد مصادر العلم والثقافة القريبة من آسية الوسطى.

فقد اكتشف في بلاد تركستان النائية كنز ذهبي تدل علائمه على أنه من عهد الحضارة البابلية القديمة وتوصل الدكتور لنكدن إلى تمييز بعض العلاقات بين العاديات المستخرجة من كيش وتلك التي جيء بها من بلاد فارس في عهدها السابق للتاريخ أن هيئة الناس الذين قطنوا ديار الرافدين معلومة لدينا ولنا من المذمرات (التماثيل النصفية) ما يبلغ 5000 سنة في القدم وليس في الوجه من الملامح ما يدل على أنه من أصل سامي بل فيه شيء من السيماء المغولية وفي الإمكان مشاهدة أمثال هذه الوجوه في مختلف أنحاء أوربة في يومنا هذا ومن أغرب ما يذكر عن هؤلاء الناس أنه كلما توغلنا في البحث عن أديانهم نجدها تزداد بساطة فمن دين تتعدد فيه الآلهة وإذا أوغلنا في التنقيب عنه نجد أقصى تاريخه قائما على ثلاثة آلهة يجمعهم ثالوث واحد وفي رأي الدكتور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015