وفي ص 213 يقول محييا (الجامعة المصرية) حانا إلى مجد العرب القديم الذي ألوى به الطيش والغرور والفجور:
حييت جامعة أساس بنائها ... شمم على مجد القرون يغار
وكأنما المستنصرية جددت ... ومواهب الأمس السري تثار
أو أن بغداد العظيمة أشرقت ... وبها نظام الملك والأنصار
وفي ص 248 يقول:
وفي وثوب كأن الصقر قائده ... وطارقا مسعف يتلوه فرسان
وبربروسا على الغارات محتكم ... في البحر يزعج من ذكراه أسبان
يريد بالصقر (عبد الرحمن الداخل الأموي) وبطارق بن طارق زياد وببربروسا (خير الدين
باشا) القائد الأبحاري للدولة العثمانية في القرن التاسع للهجرة وقد ذكر الناشر في الحاشية شيئا عن هذا القائد.
وإنه ليعمد كثيرا إلى قضايا التاريخ بالذكر والتمحيص ليستنتج منها عبرة ومثلا ففي ص 744 يقول:
فصدك قوم كالخوارج قادهم ... قرين أبي جهل وقد طفحوا جهلا
على أن الخوارج كانوا متبايتين فمنهم المحق والمبطل فأي فريق قصد شاعرنا الفحل؟ وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (م 1 ص 447) قول علي بن أبي طالب (ع) في الخوارج: (لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطئه كمن طلب الباطل فأدركه).
وهو يمجد العظيم لأن عمله عظيم غير ران إلى دينه ولا إلى مذهبه وفي ص 942 يمدح (فرديناند دلسبس) بقوله:
تمثال دلسبس العظيم يشير في ... ظفر الأبي بعزمة ومضاء
وفي ص 990 يقول، (فتلق وفاد المحبة كالوفود أمام كسرى) وتجده في أكثر ديوانه مشيرا إلى عظماء التاريخ للتعظيم والتعليم وهو في الوصف مبدع خلاب رقيق مرقق سواء أكان الوصف حقيقة أم تشبيها ففي ص 559 تحت عنوان (خالان) يقول:
خالان خال يستعز بوجنة ... وأخوه بالشفة الجميلة ضاح