ووجدنا من العملة الحفارين في هذا الجانب سبعين رجلا يشتغلون في تل غير بعيد عن هذه الكنيسة.
وبعد أن شاهدنا كل هذه المكشوفات عدنا إلى الحاضرة في الساعة السادسة وطالت عودتنا هذه المرة بالسيارة نفسها خمسين دقيقة.
فنحن نشكر حضرة القنصل على إطلاعنا على هذه الحفريات كما نشكر الجماعة الأثرية الألمانية التي تعنى بإظهار كنوز أرضنا فعساهم أن يعثروا على آثار أنفس من هذه ترقية للعلم والتاريخ وتعويضا من المبالغ التي ينفقونها في هذا السبيل.
2 - الأزهر وشيخه الجديد محمد مصطفى المراغي
الجامع الأزهر من أشهر جوامع ديار مصر أتم بناءه أبو تميم معد في جمادى الأولى سنة 359هـ وفي رمضان سنة 316 (حزيران وتموز 972) دشن وفتح للناس وابتدأ التدريس لخمسة وثلاثين طالبا أجريت لهم الجرايات وذلك سنة 988م وكان حماة الجامع والمدرسة معا الملوك والأمراء فكانوا يتولون إدارتهما بأنفسهم. وفي المائة الحادية عشرة من التاريخ الهجري عين للأزهر رئيس عام يدير شؤونه ويراقب أموره أطلق عليه أسم (شيخ الأزهر) وينتخب ممن اشتهروا بالفضل والدراية من جلة حضنة العلم بلا شرط أن يكون من مذهب معين من مذاهب الإسلام الأربعة
وكان التعليم في هذا الجامع في غاية السماحة (البساطة) يكاد يكون فطريا أساسه التقي
وقوامه احترام الدين وأهله ولم يكن فيه شيء من النظم العالية المتبعة في معاهد العلم الراقية والكليات أو الجامعات. وأول مرة وضع له قانون كان في سنة 1871 ثم توالت عليه النظم إلى سنة 1911م
وقد عين شيخا له في هذه السنة محمد مصطفى المراغي وهو عالم تخرج في الأزهر منذ عشرين عاما وعين قاضيا شرعيا لمحكمة دنقلة (السودان) ثم قاضيا لمحكمة الخرطوم ولا يزيد عمره اليوم على (49) سنة ولم يقابل كبار علماء الأزهر تعيينه بشيء من الارتياح لصغر سنه ولأن كبارهم كانوا يتوقعون أن يتولى المشيخة أحدهم. على أن الرفيعة التي رفعها إلى أولي الشأن لإصلاح التدريس فيه نم على سعة فكر وحب إصلاح وقوة إرادة لم يشاهد مثلها في من تقدموه في هذه المرتبة وقد اهتمت