وفي سنة 1776 أرسل إلى مسقط (عمان) قنصلا فعني بإصلاح الأوهام التي ارتكبها بعض العلماء بخصوص الخرائط التي تتعلق بالبحر الأسود (؟ لعلها الأحمر) وفي سنة 1798 دعاه بونابرت إلى مصر ثم عهد إليه بعد ذلك بأن يذهب إلى الأستانة لمهمة سياسية علمية (سنة 1799)، فقبض عليه الإنكليز وهو في البحر وأسلموه إلى الترك بحجة إنه جاسوس. ولم يتحرر من الأسر إلا قبيل موته أي في سنة 1801 في الوقت الذي عينه القنصل الأول (معتمد الصلات التجارية في لشبونة) (برتوغال).
كان بوشان عضوا في المعهد (الانستيتو) الفرنسي ومراسلا لمحفى العلوم. وقد أدرج اغلب ملاحظاته وأعماله في (مجلة العلماء) الفرنسية في سنة 1785 إلى سنة 1793. وفي (الديكاد الفلسفية) وفي (الجريدة المعلمية) (الجرنال الانسكوبيدي) الخ.
ودونك أهم ما كتبه: رحلة من بغداد إلى البصرة على طول الفرات، ورحلة إلى فارس (في
سنة 1787) ومذكرات في العتائق البابلية، وخواطر في أخلاق العرب إلى غيرها.
وفي ختام هذه الترجمة ننقل هنا ما جاء في المشرق (9: 190) بعنوان (مرصد كاثوليكي قديم في بغداد).
أفادنا حضرة الأب بطرس دي فراجيل (اليسوعي) إنه قرأ في كتاب تاريخ الرياضيات للمؤرخ منتلوكا (1758 - 1802) في الطبعة الثانية (ج 4 ص: 567): أن السيد دي بوشان نائب القاصد الرسولي في بابل، كان طلب في القرن الثامن عشر من المجمع العلمي في باريس على يد العلامة الشهير لالند آلات فلكية لرصد النجوم في بغداد، فأجاب المجمع العلمي إلى ملتمسه، وارسل له (أي إليه) المارشال دي كستري عدة آلات رصدية. فبنى دي بوشان مرصدا جميلا سنة 1786، وأرسل إلى المجمع العلمي بنتيجة أرصاده الفلكية إلى سنة 1789. وكان المرصد مبنيا بالآجر، وموقعه عند الجسر، ومنه بقايا تعرف إلى اليوم ب (رصد خانة)، يلحق به بناء آخر يعرف ب (درس خانة).