-
على بعد 12 ميلا في الجنوب الغربي من زنجان قرية اسمها (ضياء آباد) كانت أرضها قطعة من قرية أخرى عمرها والدي الشيخ الجليل رحمة الله عليه وأسكن فيها جماعة من الفلاحين والزراعيين وألان هي عامرة وملك لنا.
بين سنة 1320هـ أو سنة 1326هـ عثرت بعض نساء القرية وفي جنوبيها حين اشتغالهن بشؤون الفلاحة على أربعة دراهم من الذهب قطر الواحد منها يقرب من قطر الربية في هذا الزمان: ولكنها ارق منها. وفي واحد وجهيها صورة رجل قاعد على كرسي يشبه أن يكون من صور الملوك أو رجال الدين وفي وجهها الآخر صورتا رجلين حاملين شيئا كالعلم في رأسه صليب مثنى الذراعين أو أن شئت فقل: خط قائم وعلى عرضه خطان متوازيان كحرف الفرنسي مع خطين متوازيين في رأس الحرف. ولما زرت المجمع العلمي في دمشق سنة 1342هـ كان معي أحد تلك الدراهم فرآه أعضاؤه الكرام فظن أحدهم إنه من الدراهم الرومانية العتيقة وأظن إنه أصاب في رأيه، وإن الدرهم أثر لأول زمن انتشار النصرانية في المملكة الرومانية.
ثم تيسر لي أن أرى بعد ذلك الحين بسنين كتابا في كربلاء في النقود والدراهم العتيقة بالفرنسية وبعد الفحص لم أجد صورة هذا الدرهم بين الصور الموجودة فيه.
ووجدت مرة أخرى في هذه القرية عدة أوان كبيرة من الخزف كالآنية المدهونة التي ترى في هذا الزمان. وفي الصيف الماضي خرجت من زنجان متوجها إليها للوقوف على أحوال الفلاحين الزراعية وللنزهة فوجدتهم قد بنوا لهم فيها حماما وحفروا في الجهة الشرقية من بيوت القرية حفرا ليخرجوا منها أحجارا ظنوا بوجودها هناك عثروا على قطع الخزف المخطوطة التي تفضلتم بقراءتها وأنقذتها من أيديهم وكانوا يحاولون وضعها للحمام.
وسألت بعض أهل القرية عن الموضع الذي وجدوا فيه هذه القطع فقالوا