على إننا نقول: لا يمكن لأحد من أبناء عصرنا أن لا يفتقر إلى هذا الكتاب الجليل، فأن البحوث الواردة فيه على الطرز الفلسفي الجديد، وكتابنا في حاجة ماسة إلى معرفة ما قيل عن مشاهير فلاسفتنا ليأتموا بهم ويجروا ورائهم حثيثاً.
وبخصوص الأستاذ وتأليفه نقول: إننا كنا قد ذكرنا أن (أول من وضع الأقاصيص
العصرية في لغتنا) هو المرحوم محمد تيمور، والذي اتضح لنا بعد كتابة تلك الكلم أن حضرة الأستاذ محمد لطفي جمعة كان قد سبق الجميع إلى هذا الموضوع، وله مؤلفات فيه وشى برودها منذ نيف وعشرين سنة من ذلك كتاباه (في بيوت الناس) و (ليالي الروح الحائرة) ولهذا وجب علينا التنبيه صيانة لحقوق الناس وإنزالاً للصدق في مقره.
63 - مملكة الظلام
أو حياة الأرضة (في 149 ص بقطع 16)
تأليف مترلنك، تعريب الدكتور نقولا فياض
عنيت بنشره إدارة الهلال بمصر سنة 1927
هذا الكتاب من أحسن ما يهدي إلى القراء لأن الوقوف على محتوياته يفيدهم كل الإفادة، ويلتذون بمطالعته، ويطالعون كلاماً حسن السبك والتعبير، هذا مجمل ما يقال في هذا التصنيف وليس معنى هذا الكلام أن الكتاب خال من كل عيب، إذ الكمال لله وحده.
أما الأوهام التي وجدناها فهي من قبيل إتقان العبارة فقد قال المعرب مثلاً في ص12: الأرض أو النمل الأعمى ليكون المفسر من جنس المفسر. - وفي ص16: الغشائية الأجنحة وبالإفرنجية وضع اللفظة بالمفرد، والأصح بالجمع وكذلك قل عن اللفظتين الأخريين المستقيمة الأجنحة والقارضة. أما الخراطة فهي لا تصلح بدلا من القارضة - وفي صفحة أخرى: ولا سبيل له إلى الدفاع عن نفسه ضد هجمات الطيور، وهو تعبير إفرنجي لا يسيغه ابن عدنان والأحسن: إلى دفع هجمات الطير عن نفسه وفي ص21: