ومشدة وأعطي علم بمشاد وجعنايين وخلع على جميع أصحابه وأتباعه ومماليكه وأعطي عدة أرؤس من الخيل وثياب كثيرة وخمسة وعشرون ألف دينار وخمسون جملاً وكراعاً كثيراً وآلات ومفارش وغير ذلك. وتوجه إلى مستقره وقد أصلحت الحال بينه وبين عميه الكامل والأشرف.
وفيهما تكامل بناء الإيوان الذي أنشئ مقابل المدرسة المستنصرية (للاختصار أحيل القارئ على المشرق (10) (5 (1902): 166 - 167) واليقين (10) (3 (1344): 490 - 491) والزهراء المجلة المصرية (3 (1345هـ 1926م): 254).
سنة 634 (1236م) وفي هذه السنة قصد ملك الروم مدينة آمد وحصرها وضيق على أهلها وجرى بين العسكريين قتال. وقتل من الفريقين خلق كثير وقلت الأقوات وتعذرت
على أهل البلد فأرسل صاحبها إلى الخليفة يعرفه ذلك ويسأله مراسلة ملك الروم في الكف عنه، فأمر الخليفة بإنقاذ (أبي محمد يوسف ابن الجوزي) فتوجه نحوه قال: لما وصلت إليه وجدت عساكره قد أحاطت بمدينة آمد وأهل البلد في ضرٍ عظيم فعرضت عليه مكتوب الديوان، فذكر أن أولئك الذين ابتدءوا وقتلوا أصحابه. قال؛ فأخرجت خط الخليفة بقلمه وتلوت قوله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) وقبلته وسلمته إليه فقام ووضعه على عينيه ورأسه وقرأه وأمر بالحال بالكف عن القتال والرحيل عن البلد.