أن يقال هنا: وإن كان. . . وكثيرا ما يستعمل المترجم تكرم (مرتين في ص ج) بمعنى أجاد أو أحسن. وفي هذه الصفحة: إن روح المؤلف الطيبة الغيورة والمشهور الطيبة الغيور.

وقد يحيد المعرب عن سواء السبيل في تعيين معاني الألفاظ فقد قال مثلا في ص81 وعليهم نقب (تنورات) من الصوف الخشن اه. وقد ضبط كلمة نقب بضم الأول والثاني. مع أن المعنى الذي يريده هو جمع نقبة كغرفة وأما النقب بضمتين فهو جمع النقاب وهو غير ما ذكر. وذكر في ص86 بجانب الشكل 49 ما هذا نصه: ترميم بيت من بيوت البابليين الأولين اه. مع أن المراد هنا إعادة بناء أو إعادة شكل بناء لا ترميم البناء. وذكر في ص14 حظار المنزل بمعنى الدابزين. مع أن الحظار هو الحائط وما يعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح. وفي ص434 ذكر البرازيق بمعنى المماشي عن جانبي الشارع

مع أن البرازيق معروفة بمعنى الطرق المصطفة حول الطريق الأعظم، فأين هذا من ذاك؟

وقد استعمل دائما كلمة (تاريخ) بمعنى الإنكليزية أو وهذا وهم شائع في جميع الكتب وفي جميع المعاجم الإفرنجية العربية أو العربية الإفرنجية مع أن العرب استعملوا الأخبار بهذا المعنى وقالوا الأخباري بمعنى وأما التاريخ فلم يجيء عند فصحاء العرب إلا بمعنى

واستعمل جملا كنا نود أن يعدل عنها إلى غيرها أفصح منها، فقد قال مثلا في ص15 عن الحصان البري ولم يدر في خلدهم أن يربوه ويروضوه ليصير داجنا صالحا للخدمة. وعندنا لو قال: ويروضوه ليدجن ويصلح للخدمة لكان أمتن عبارة. وفي ص85 كانت بيوت السوميريين مبنية من الطوب المجفف بالشمس على آكام اصطناعية حول سور الهيكل. وعندنا لو قال: كانت بيوت الشمريين تبنى باللبن على آكام يتخذونها حول سور الهيكل. . . لكان أوجه وفي ص265: وعراكها مع بوسيديون. والمعروف أن وزن فاعل لا يقترن بمع. فيقال: وعراكها بوسيديون أو عراكها لبوسيديون.

والكتاب يبقى مع كل هذه الهنات وما يشبهها سفرا بديعا جديرا بالاقتناء والمطالعة وبأن يتخذ سميرا للطلبة بل مرشدا لهم لأن ما ألف في هذا الموضوع لا يقاربه صحة في العبارة ولا سيما لا يقاربه في التبويب وجمع حقائق الأخبار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015