برجليه من أجل الصخر.
وفي تلك الصفحة ورد قول المؤلف ثلاث مناجد. . . (وهي دواب تشبه اليرابيع) والذي احفظه أن مناجذ تكتب بالمعجمة مفردها خلد بالمهملة أو جلذ بالمعجمة وكلاهما مذكر فكان الأحسن أن يقال ثلاثة مناجذ وإن كان يؤول بالتأنيث، وتشبيه المناجذ باليرابيع بعيد والأحسن بالجرذان أو بالفئران.
على إن هذه الخرافة تزداد شناعة في قول المؤلف في ص285 (فأنطلق عمرو فإذا الجرذ يقلب برجليه صخرة ما يقلها (أي يحملها ولعل الصواب ما يقلبها) خمسون رجلا) فهذه خرافة ما وراءها خرافة، فكان يحسن تضعيفها أو جرحها أو إسقاطها بتاتا. إذ لا تتفق وتحقيقات هذا العصر؛ أو لا أقل من أن يسندها إلى أول راو رواها لأني أجل عمرا عن تصديق هذه المزاعم التي تضحك ومما يشهد على وضع هذه الحكاية من أولها إلى آخرها سقم الأبيات الواردة فيها.
وذكر الشارح في ح1 ص337 ابن حذيم وقال عنه (سماه جرجي زيدان (هكذا ورد بدون أدنى صفة مدح مع أنه يكيل منها مكاييل ضخمة لمن دون جرجي زيدان فضلا وخدمة للعربية) في تاريخ أدب اللغة العربية (م1 ص177) ابن حزيم بالزاي وهو خطأ فاضح. .
) ونحن لا نراه كما يراه الكاتب صاحب التعاليق بل نحمله على لغة أهل الشام ومصر الذين يلفظون الذال زايا. وليس في لغتهم فصاحة وهي لغة معروفة عند العرب قبل الإسلام.
وللمحشي جلد عظيم لتتبع صحيح الروايات فلقد اظهر في ح1 ص341 شيئا من هذا القبيل ما لا ينكره ناكر ولا نكير، وكذلك قل عما حققه في ص386 و408 و409
وارهف سيفه في ح ص 419 وضرب به ضعفة المفسرين فقد قال عنهم:
(بضعفة المفسرين الذين أصيب الإسلام منهم بداهية دهياء وفاقرة عظمى ورزية كبرى حكايات خرافية وأقاصيص منحولة وأساطير مفتعلة في تصوير ارم ذات العماد يسود من ذكرها وجه القرطاس وتتلكأ اليراعة في الجري بها واللسان في تلاوتها. . .) قلنا: لكننا وجدناها في كتب أعاظم المفسرين الأقدمين. فكيف العمل؟