ومؤاخذة ويظهر أن معلقها عالي المحل في نقد الشعر، قوي البضاعة في البديع؛ وهو متأخر عن المؤلف ولم نقف على اسمه ولكن يلوح لنا انه دمشقي الموطن أما المؤلف فهو من المائة السابعة ممن سمع الشيخين العالمين السكاكي صاحب مفتاح العلوم المتوفى سنة 606 والمطرزي صاحب شرح المقامات المتوفى سنة 610 وهو فارسي الأصل عربي الطبع أما أنه فارسي فلكثرة إيراده الشواهد من الفارسية ولإثباته بعض أنواع البديع التي لم يعرفها العرب ولم يصطلح عليها إلا أدباء الفرس على أنه قد اتخذ لها أسماء عربية مثل (الترجيع والمردف) وغيرهما وبأنه فارسي المحتد صرح صاحب التعليق وأما انه عربي الطبع فلسلامة إنشائه
ومتانة بنائه ولم نتحقق اسمه أيضاً إلا انه قد جاء في ختام النسخة التي نقلت عنها نسختنا ما هذا حرفه:
(واتفق الفراغ من نسخه بعون الله تع يوم السبت تاسع عشرين جمادى الآخر سنة أربع وثمانين كتبه العبد الفقير الراجي رحمة وغفرانه علي بن المهدي المرياني البغدادي واعتذر بهذه القطعة عن قلة الهدية.
عند سليمان على قدره ... هدية النملة مقبوله
لا يقصر المملوك عن نملة ... عبدك فالرحمة مأموله
فأنا يخامرني الريب في أن يكون هذا مؤلف الكتاب لأمرين: 1: بعد ما بين عصره وعصر السكاكي والمطرزي وهما أستاذا المؤلف اللذان شافهاه 2: انه لو كان هو لصرح بذلك وقال (كتبه مؤلفه) وعلى كل حال فأن صاحب الكتاب خدم بتأليفه خزانة (السلطان الملك الناصر داود بن عيسى) وكثيرا ما يورد شواهد مما جاء في مدح الملوك والأمراء تملقاً ومكابرة وربما تممها بشاهد من صناعته يمتدح به هذا الملك كما فعل في باب الملايمة فأن له تلك الجملة المنثورة التي أوردها صاحب السلافة في ترجمة (ابن الابزر) يزعم أنها مثل من كلامه ولقد ذكر المؤلف أنه قد دون في هذا الفن مجلدات إلا أن كتابه تميز منها بأربع مناقب: 1: ضبط ما بددوه 2: حذف ما رددوه 3: تفصيل ما أجملوه 4: إلحاق كثير من المحاسن قد أهمله ثم أتى فيه على 180 نوعا من أنواع البديع والبيان 160 منها تعد في محسنات الكلام و20 نوعا من مساوئه وعيوبه آخرها عيوب القافية والسلام
النجف:
محمد رضا الشبيبي