ثالثاً:-لا يمكن القول بأن معنى تلك المرويات: أن ما صدر عن رسول الله (على نوعين:-

- نوع وافق الكتاب، وهذا يعمل به.

- ونوع خالف الكتاب، وهذا لا يعمل به.

والنوع الأخير لا يمكن القول به عند الجميع لأن الرسول (معصوم بالاتفاق عن أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ويضاده؛ لأن الله قال فيه: (قل إنّما اتبع ما يوحى إليّ من ربي ((الأعراف 203) .

وقال –أيضاً -: (إن اتبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذير مبين ((الأحقاف9) وقال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ((النجم 3)

وقال: (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إليّ ((يونس 15) .

فكلٌ يعتقد أن ما صدر عن الرسول (لا يخالف القرآن (?) .

قال الشافعي (?) رحمه الله: (إن الله عز وجل وضع نبيه (من كتابه ودينه بالموضع الذي أبان في كتابه.

فالفرض على خلقه أن يكونوا عالمين بأنه لا يقبل فيما أنزل الله عليه إلا بما أنزل عليه، وأنه لا يخالف كتاب الله، وأنه بيّن عن الله عزَّ وعلا معنى ما أراد الله.

وبيان ذلك في كتاب الله عزَّ وجلَّ: قال الله تبارك وتعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا إئت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي ((يونس 15) .

وقال الله عزَّ وجلَّ لنبيه (: (اتبع ما أوحي إليك من ربك ((الأنعام 106) . وقال مثل هذا في غير آية.

وقال عزَّ وجلَّ: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ((النساء 80) .

وقال: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ((النساء 65) .

ثم قال: ولا تكون سنةٌ أبداً تخالف القرآن) انتهى كلامه باختصار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015