فقال: "قوله حق، لأنه كان عنى بالقمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله قمرا ثم جعله شمسا، فقد كان تغير بالحزن لفقد جعفر، وإن كان أراد القمر نفسه، فمعنى الكلام ومغزاه حق أيضا، لأن المفهوم منه تعظيم الحزن والمصاب، وإذا فهم مغزى الشاعر في كلامه، والمبالغ في الشيء فليس بكذب، ألا ترى إلى قوله عليه [الصلاة و] السلام: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) (?) ، وكذلك قالوا في مثل قول الشاعر:

إذا ما غضبنا غضبة مضرية ... ... هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

قال: إنما أراد فعلنا فعلة شنيعة عظيمة، فضرب المثل بهتك حجاب الشمس، وفهم مقصده، فلم يكن كذبا، وإنما الكذب أن يقول فعلنا، وهم لم يفعلوا، وقتلنا وهم لم يقتلوا" (?) .

خامسا: الاقتباس

أشار إليه السهيلي وهو يذكر قول عبد الله بن الزبعرى في قصة الفيل: (?)

تنكلوا عن بطن مكة إنها ... كانت قديما لا ينال حريمها

لم تخلق الشعرى غداة حرمت ... إذ لا عزيز من الأنام يرومها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015