رأى قدعا في عينها إذ يسوقها ... إلى غبْغب العزى فوسع في القسم (?)
يقول: "معنى هذا البيت: الذم، وتشبيه هذا المهجو برأس بقرة قد قربت أن يذهب بصرها، فلا تصلح إلا للذبح والقسم" (?) .
وربما شرح السهيلي التشبيه شرحا لغويا بلا تحليل، كما في قول تميم بن أبي مقبل: (?)
فيه من الأخرج المِرباع قرقرة ... هدر الدّيافِيِّ وسط الهجمة البُخرُ
قال: "يصف في هذا البيت حمار وحش يقول: فيه من الأخرج، وهو: الظليم الذي فيه بياض وسواد، أي فيه منه قرقرة، أي صوت، وهدر مثل هدر الديافي، أي: الفحل المنسوب إلى دياف، بلد بالشام، والهجمة من الإبل: دون المائة" (?) .
وقد تكرر هذا الصنيع من السهيلي في مواضع متعددة منها عند قول الجعدي: (?)
كأن الغبار الذي غادرت ... ... ضحيا دواخن من تنضب
حيث قال السهيلي: "شبه الغبار بدخان التنضب لبياضه" (?) .
وكذلك عند قول عباس بن مرداس:
*والأجربان: بنو عبس وذبيان*
حيث قال: "سماهما بالأجربين، تشبيها بالأجرب الذي لا يقرب" (?) .
وأيضا عند قول مطرود بن كعب الخزاعي: (?)
يبكين شخصا طويل الباع ذا فَجَر ... آبي الهضيمة فراج الجليلات
حيث قال: "وقوله طويل الباع ذا فجر: الفجر: الجود، شبه بانفجار الماء" (?) .
وهو هنا يطلق على الاستعارة مصطلح التشبيه، لأن التشبيه أساس الاستعارة وعليه تقوم كما ذكر الشيخ عبد القاهر حيث قال: "والتشبيه كالأصل في الاستعارة، وهي شبيهة بالفرع له، أو صورة مقتضبة من صوره" (?) .