ولهذا أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن كل ذنب عُصِيَ الله به فهو جهالة، عمداً كان أوجهلاً (?) .

وقال الطبري (?) : «عملهم السوء هو الجهالة التي جهلوها» يقال: أتاه بجهالة: أي فعل فعل الجهال» . وكما قيل:

ألا لا يجهلن أحد علينا ... ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا (?)

وليس المراد بالجهالة الجهل ضد العلم، لأن من يعمل السوء وهو جاهل، غير عالم، غير مؤاخذ، ولا ذنب له، بل هو معذور، قال الله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( [البقرة: 286] . وفي صحيح مسلم: «قال الله: قد فعلت» (?) .

وأما الذي يجب عليه التوبة فهو من عمل السوء عالماً.

قال ابن عطية (?) : «وليس المعنى أن تكون الجهالة أن ذلك الفعل معصية، لأن المتعمد للذنوب كان يخرج من التوبة، وهذا فاسد إجماعاً» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015