فابن هشام يميل إلى رأي الزمخشري في أن السين الداخلة على المضارع تفيد توكيده، والسين إنما تدخل على المضارع وهو مثبت؛ وبما أن لن نقيضة السين، والسين تفيد التوكيد في حال الإثبات فلا بدَّ أن يكون نفي المؤكد مؤكداً أيضاً، ودفاع ابن هشام عن الزمخشري ضد أبي حيّان دليل على قناعته بقول الزمخشري في أن السين تؤ كد الفعل المضارع الذي اتصلت به في المحبوب والمكروه0
المطلب الثالث:رأي المؤيدين له:
وافق الزمخشري على القول بتأكيد النفي بلن طائفة عريضة من النحاة منهم ابن الخباز قال: ((وأما لن فمعناها: النفي المؤكّد تقول: لا أبرح مكاني فإذا بالغت قلت: لن أبرح، وفي التنزيل: (لن تراني (؛ لأنه لم يره)) (?) ، ومنهم المنتجب الهمداني قال: ((لن ولا أختان في نفي المستقبل غير أن لن موضوع للتوكيد والتشديد يقول القائل: لا أفعل كذا، فإن أنكر عليه قال لن أفعل)) (?) ، ومنهم الرضي إذ قال: ((قوله ولن معناها نفي المستقبل هي تنفي المستقبل نفياً مؤكداً وليس للدوام والتأبيد)) (?) ،ومنهم القواس الذي قال عن لن: ((النفي بها أبلغ من النفي بلا، وإن اشتركا في نفي المستقبل؛ لأنه إذا قيل: لا أكرمك،فإذا قصد التوكيد قيل: لن أكرمك)) (?) ، ومنهم الأسفراييني قال: ((لن ومعناها نفي المستقبل نحو: (لن أبرح الأض (وهي أوكد من لا)) (?) ، ومنهم الإربلي قال: ((هي للتأكيد؛لأنها آكد في النفي من لا لقوله تعالى في مجرد النفي (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ((?) وفي المبالغة والتأكيد (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ((?)) ) (?) ، ومنهم الموزعي: ((وزعم في المفصل والكشاف أنها تفيد تأكيد النفي، وبه قال ابن