يكرر الزمخشري في جلّ كتبه القول بتأكيد النفي بلن قال: ((ولن لتأكيد ما تعطيه لا من نفي المستقبل، تقول لا أبرح اليوم مكاني فإذا وكَّدت وشدَّدت قلت لن أبرح اليوم مكاني)) (?) ، وقال أيضاً: ((ولن نظيرة لا في نفي المستقبل ولكن على التأكيد)) (?) ، وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ((?) : ((فإن قلت ما حقيقة لن في باب النفي قلت لا ولن أختان في نفي المستقبل إلا أنَّ في لن توكيداً وتشديداً تقول لصاحبك: لا أقيم غداً فإن أنكر عليك قلت: لن أقيم غداً كما تفعل في أنا مقيم وإني مقيم)) (?) ، وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: (قال ربي أرني أنظرْ إليك قال لن تراني ((?) : ((فإن قلت ما معنى لن؟ قلت تأكيد النفي الذي تعطيه لا، وذلك أن لا تنفي المستقبل تقول لا أفعل غداً، فإذا أكَّدت نفيها قلت: لن أفعل غداً)) (?) ، وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ((?) : ((لن أخت لا في نفي المستقبل إلا أن لن تنفيه نفياً مؤكداً)) (?) ، وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: (ولا يتمنونه أبداً بما قدّمت أيدهم ((?) : ((ولا فرق بين لا ولن في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل،إلا أن في لن تأكيداً وتشديداً ليس في لا)) (?)
والنحاة الذين جاؤوا بعد الزمخشري انقسموا بين معارض له، ومؤيد في دعواه إفادة لن تأكيد النفي وسأدرس إن شاء الله في المطلبين التاليين هذين المذهبين 0
المطلب الثاني:رأي المعارضين له