ويفهم من قول سيبويه أنَّه لا بدَّ بعد قولك "أَرَأَيْتَكَ" التي بمعنى أخبرني من اسمٍ منصوب هو المفعول به الأول، ثم يليه جملة الاستفهام التي هي في موضع المفعول الثاني. وأنَّه لا يجوز رفع ما بعد "أَرَأَيْتَكَ" - على التعليق؛ لأنَّه لا يجوز تعليقها؛ إذ هي بمعنى أخبرني، وأخبرني لا يُعَلَّق. ومع أنَّ "أَرَأَيْتَكَ" بمعنى أخبرني فإنها لا تقتصر على مفعول واحد مثلها، بل تتعدَّى إلى مفعولين شأنها في ذلك شأن رأى القلبيَّة.
المبحث الرابع: المستوى الدلالي
نصَّ بعض العلماء على مجيء "أَرَأَيْتَ " وفروعه بمعنى أخبرني؛ قال سيبويه ت (180هـ) ": "..وتقول أَرَأَيْتَكَ زيداً أبو من هو ... فيه معنى أَخْبِرنِي عن زيد" (?) .
وقال أبو سعيد السيرافي ت (368هـ) في أثناء شرحه لهذا الباب:
... "أَرَأَيْتَك".... بمعنى أخبرني " (?) .
وفي معاني القرآن للفراء ت (207هـ) : "تقول: أَرَأَيْتَكَ وأنت تريد أخبرني" (?) .
وقال الزجاج ت (311هـ) في أثناء تفسيره لقوله تعالى: (( ( [الإسراء: 62]
"وقوله: (أَرَأَيْتَكَ) في معنى أخبرني" (?) .