قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه: " والصدقة " لما كانت تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار صار القلب يزكو بها، وزكاته معنى زائد على طهارته من الذنب. قال اللَّه تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ((?) ... إلى أن قال: فزكاة القلب بحيث ينمو ويكمل. قال تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ((?) ... فالتزكية وإن كان أصلها النّماء والبركة (?) وزيادة الخير، فإنما تحصل بإزالة الشر؛ فلهذا صار التزكي يجمع هذا وهذا. وقال: (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (?) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ((?) وهي التوحيد والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وإثبات إلهية الحق في القلب، وهو حقيقة لا إله إلاَّ اللَّه. وهذا أصل ما تزكو به القلوب.

والتزكية جعلُ الشيء زكياً: إما في ذاته، وإما في الاعتقاد والخبر، كما يقال عَدَّلته، إذا جعلته عدلاً في نفسه، أو في اعتقاد الناس، قال تعالى: (فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ((?) أي تخبروا بزكاتها (?) .

وقال ابن القيم رحمه اللَّه: (ولما كانت حياته ونعيمه لا تتم إلاَّ بزكاته وطهارته لم يكن بد من ذكر هذا وهذا، فنقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015