2. وجود رواد بمصنفاتهم التي لم يسبقوا ببعضها حتى في المشرق مثل الفراء المعتزلي بكتابه أعلام النبوة، وأبي جعفر القصري بكتابه المعجزات. لافرادهما هذه الشعب من السيرة بالتصنيف وكان من قبلهما يدمجها ضمن المادة العامة للسيرة، ويعرضها في سياقها الموضوعي.
3. اثبات العلاقة الوثيقة بين موضوع علم السيرة وبعض الفنون التي كانت تعرض مفصولة عنه ككتب الأقضية والأحكام النبوية وكتب الصحابة والكنى والأنساب ممايعطي للسيرة تنوعا وثراء في المادة وامتدادا في الزمان.
وعلى الكتاب ملحوظات لاتقلل من أهميته والجهد الذي بذل في إعداده منها:
أورد كتب الموالد ضمن كتب السيرة ولم يعلق على بدعية هذا الأمر بل إنه ذكر (1/178) أن أبا العباس العزفي في كتابه "الدر المنظم في مولد النبي الأعظم " أنه ألف هذا الكتاب ليصرف الناس عن الاحتفال بالاعياد الجاهلية كأعياد المجوس "النيروز _ والمهرجان"، وأعياد النصارى ميلاد المسيح عليه السلام. وصار يسعى إلى تلقين الناشئة الصغار أمر الاعتناء بمولد الرسول- صلى الله عليه وسلم -. ولم يرى في هذا الأمر المبتدع بأساً مع أنه لم يكن على عهد الصحابة وأول من عمله هم زنادقة العبيدية. فكيف يرى مسألة صرف الناس من ضلال إلى ضلال آخر. إنما كان ينبغي أن يصرفهم إلى ماكان عليه السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم.
ذكر بعض الأبيات الشعرية التي فيها غلو في حق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يعلق عليها مثل: قول أبي بكر بن حبيش (1/216) :
ترجيت فضلا منك يعفو ويغفر
ومالي سوى مدح الرسول مكفر
وأشار إلى آثار بركته على الأنبيا والرسل منذ أن كان نورا - كما يزعم أهل التصوف - حيث توسلوا بجاهه لتفريج الكرب عنهم (1/234) :
ينير به الله العصور الخواليا
ومازال ذاك النور من عهد آدم
وذكر قول الشاعر:
توسل بالمختار لله داعيا
وأدناه منه بعدما كان نائيا
فخلصه إذ كان في الموج داعيا
وآدم لما خاف يجزى بذنبه