قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} (?) ، اختلف المفسرون في المراد بالفضل المذكور في هذه الآية على أقوال كثيرة، فمنهم من عمّم ذلك على مجموع ما آتاه الله من النبوة والملك والصوت الحسن والعلم وعمل الدروع.. وغير ذلك (?) ، ومنهم من خصّه بنوع من هذه الأنواع (?) ، ومنهم من خصّه بالصوت الحسن وبذلك قطع ابن العربي (?) (ت543 هـ) ، ولعله اختار هذا القول نظراً إلى السياق، لأن الله تعالى أتبعه بقوله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} ، قال الزجّاج (ت311 هـ) : ((المعنى فقلنا يا جبال أوبي معه)) (?) ، وقال العُكبري (ت616هـ) : ((أي وقلنا يا جبال، ويجوز أن يكون تفسيراً للفضل)) (?) ، أوّبي: أي رجّعي معه التسبيح (?) ، قال كثير من العلماء إن داود كان ذا صوتٍ حسن، فكان إذا رجع التسبيح والزبور بصوته الشجيّ رجّعت الجبال والطير مثل تسبيحه طرباً لصوته (?) ، وفي الصحيحين أن رسول الله (سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)) (?) ، والمراد بالمزمار: الصوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015