قد استعمله بعض أهل الحديث في بيان معنى حديث: "زينوا القرآن بأصواتكم". قال الخطابي (ت388هـ) رحمه الله في معالم السنن (2/137138) : معناه زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب لمقلوب كما يقال: عرضت الناقة على الحوض، أي: عرضت الحوض على الناقة ... والمعنى: اشغلوا أصواتكم بالقرآن والهجوا بقراءته واتخذوه شعاراً وزينة."اهـ، وانظر: غريب الحديث للخطابي (1/357) . قال السندي رحمه الله في حاشيته على سنن ابن ماجة (1/404) : "ولما رأى بعضهم أن القرآن أعظم وأجل من أن يحسن بالصوت بل الصوت أحق أن يحسن القرآن؛ قال: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث زعموا أنه من باب القلب"اهـ قال مجد الدين المبارك ابن الأثير (ت606هـ) رحمه الله، في النهاية في غريب الحديث والأثر (2/325326) :" "زَيِّنُوا القرآن بأصْواتِكم" قيل: هو مَقْلوبٌ، أي زَيِّنوا أصواتَكم بالقُرآن. والمعنى: الْهَجُوا بقِراءتِه وتَزَينُوا به، وليس ذَلك على تَطْريب القَول والتَّحْزين، كقوله: "ليسَ مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بالقُرآن"أي: يَلهج بِتلاوته كما يلهج سائر النَّاس بالغِناء والطَّرَب. هكذا قال الهرَوى الخطَّابي ومن تقدَّمهما"اهـ.
ولم يسلّم هذا؛ ومحل بيانه في الدراسة التي أفردتها لدراسة الأحاديث المنقلبة متناً، والله الموفق!
علوم الحديث ص91.
تقريب النواوي مع شرحه تدريب الراوي (1/291) .
المنهل الرّوي ص53.
الخلاصة في أصول الحديث ص73.
اختصار علوم الحديث مع الباعث الحثيث ص87.
في ألفيته مع شرحها "التبصرة والتذكرة" له (1/282) .
النكت لابن حجر (2/864) .
أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، حديث رقم (1031) .
وهو النوع الثاني والعشرون من أنواع علوم الحديث عند ابن الصلاح في كتابه، ص91.
انظر محاسن الاصطلاح ص285.