ولئن نوّه الله بعلم داود في هذا المجال فإنه قد أشاد بعمله، فقال جلّ وعلا: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا} (?) ، ووصفه في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ} (?) قال ابن كثير (ت774 هـ) : ((الأيد القوة في العلم والعمل)) (?) ، وقد دلت الآيات والأحاديث على أنه كان موصوفاً بخلال لم يشغله مُلك ولا علم ولا صنعة عن التحلي بها، ومنها ما يلي:
أنه كان موصوفاً بفرط شجاعته (?) ، فهو الذي قتل الطاغية جالوت كما سبق، وكان ((لا يفر إذا لاقى)) (?) .
ورعه وعفّته، فكان: ((لا يأكل إلا من عمل يده)) (?) ، قال ابن حجر (ت852 هـ) : ((والذي يظهر أن الذي كان يعمله داود بيده هو نسج الدروع، وأَلاَن الله له الحديد فكان ينسج الدروع ويبيعها ولا يأكل إلا من ثمن ذلك مع كونه كان من كبار الملوك)) (?) .
نسكه وعبادته، فقد روى مسلم (ت261 هـ) عن الرسول (أنه قال في داود عليه السلام: ((كان أعبد الناس)) (?) ، وروى البخاري (ت256 هـ) مرفوعاً: ((أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه)) (?) .
وثمة صفات أخرى تضمنها البحث، فالتوازن والاعتدال في العلم والعبادة والعمل سنة الأنبياء وسمة العلماء.