ولما أتم موضوعه كان الطابعون يخطبون ما كتب من كل صوب وارب يريد كل منهم أن يستأثر بما كانوا لا يرتاحون إلى النظر فيه منذ سنين لقلة شهرة صاحبه.
وكتب المترجم به مقالات في انتقاد المجتمع الإنكليزي تحزب في بعضها للألمان. وكان بعد عودته إلى لندن يخطب في الأدب والتاريخ ويقيم الحفلات لذلك. ونقد ما حصل من ارتقاء التمدن المزعوم وصنف عدة كتب منها تاريخ فردريك الثاني الألماني وفيه يدرس تلامذة المدارس الجندية الألمانية تاريخ فردريك. ويقول أميرسون الفيلسوف الأميركاني أن كتابه هذا هو أبدع ما كتب من الأسفار التي تشف عن عقل وفضل.
أبدع كارلايل في كتابة التاريخ على طريقة حديثة على عكس سائر الكتاب فهو يضم شتاته على نسق مقدمات العلوم وطريقته أن يعول على من ساعدتهم العناية الربانية فكانوا خيرة قومهم وخاصة بني جلدتهم. ومن رأيه أن لكل عصر مزاياه وأهواؤه وحاجاته ومفاسده تتجسد في بطل من الأبطال. وأن للرجال الحق وحدهم أن يحكموا العالم ويصرفوه تحت أمرهم. فللقائد كرومفل ونابليون أن يكونا وحدهما مثال الرجولية الحقيقية. قال وإن كل مجتمع يرأسه ضعاف العقول ينتهي بالانحلال. وعلى هذا الفكر بنى طريقته في الفلسفة التاريخية - هذه زبدة ما ورد في دائرة المعارف الفرنسية الكبرى وغيرها في ترجمة هذا الرجل العظيم.