قانون الصين
ترجم الرحالة الفاضل الشيخ سعيد العسلي الطرابلسي هذا القانون عن اللغة الصينية وهو تأليف جلالة تونجي خانكدي إمبراطور الصين السابق. والمترجم ممن ساحوا الأقطار الشرقية ولاسيما فارس والهند وبعض الصين وتعلم بعض اللغات الآسيوية. وهو قانون مدني لا علامة على الانحطاط فيه وقد قال المترجم أنه أفرغ في قالب الحكمة والموعظة وجله موافق للشريعة المطهرة ومن مواده: الإنسان مضطر إن لم يأكل أنهكه الجوع وإن لم يلبس الثخين والصفيق بقي عرياناً وأهلكه القر فمن أراد أن لا يجوع فعليه بالحرث والغرس ومن أراد كعم كلب البرد فليرب (الفلة) أي دود القز وليتخذ الحرير والحراثة من أعمال الرجال وتربية الفلة وعمل الحرير من عمل النساء فاحرثوا يا معشر الرجال وازرعوا واجروا المياه واحفروا الآبار واكروا الأنهار واحيوا الموات واغرسوا أشجار الفواكه الطيبة اللذيذة واكثروا ما أمكنكم من غرس الفرصاد والتوت والحور والخلاف والصفصاف وغير ذلك للوقيد والاحتطاب والعمارة وكذلك اكثروا من زرع الخضر والبقول وعليكم بالقنب والكتان والقطن وقصب السكر والقنى ولا يغب عن أذهانكم نفع الشاي فإذا فعلتم ذلك أمرعتم وأخصب عيشكم واتسع لكم المأكل والمشرب (تعطف) من أراد إحياء موات أو زراعة أرضه وليس عنده بذر ولا أدوات الحرث فليطلب من أمير الأراضي في تلك الناحية ما يلزمه من الغلة والبقر والآلة وعلى ذلك المأمور أن يمهله ثلاث سنين لا يطلبه بالخراج ثم يسند منه ما أعطاه بلا زيادة وكذلك من عمد إلى قفر فأحياه وأجرى إليه الماء الكافي وجعله قابلاً للزراعة والغرس والسكن فإن جزاءه أن يمنح رتبة بك ويجعل أميراً على ناحية وإن كان معزولاً لذنب عفي عنه ورد إلى منصبه وإن كان من أرباب المذهب رقي أو زيد في مدته وإن لم يكن أهلاً لذلك أجزل له الخاقان الأنعام وخلد له ذكراً حسناً. وإذا لزم لك الحرير أيتها المرأة فخذي قدر ما يكفيك من البذر واحتاطي عليه بأن تجعليه في زجاجة وتحفظيه في خرق الحرير في الموضع الحار حتى إذا جاء فصل الربيع فابسطيه على الملاحف والأطباق وغذيه بأوراق التوت كما تعلمين حتى إذا استعد لعمل القز ضعي له ما ينسج عليه حتى إذا تم ذلك فخذيه وحليه واعملي