مجله المقتبس (صفحة 6549)

غزير الكراع أي إن فيه خيلاً كثيراً وذلك لأن جقوراوة مشهور بمراعيه وكانت آذنة مدينة كأحد جانبي المصيصة على نهر سيحان في غربي النهر وسيحان دون جيحان في الكبر عليه قنطرة عجيبة البناء طويلة جداً ويخرج هذا النهر من بلد الروم أيضاً. وقال ياقوت إن سيحان نهر كبير بالثغر من نواحي المصيصة وهو نهر آذنة بين إنطاكية والروم يمر بآذنة ثم ينفصل عنها نحو ستة أميال فيصب في بحر الروم وإياه أراد المتنبي في مدح سيف الدولة

أخو غزوات ما تغب سيوفه ... رقابهم إلا وسيحان جامد

يريد انه لا يترك الغزو إلا في شدة البرد إذا جمد سيحان.

وقال في جيحان إنه نهر با المصيصة بالثغر الشامي ومخرجه من بلاد الروم ويمر حتى يصب بمدينة تعرف بكفر بيَّا بازاء المصيصة وعليه عند المصيصة قنطرة من حجارة رومية عجيبة قديمة عريضة فيدخل منها إلى المصيصة وينفذ منها فيمتد أربعة أميال ثم يصب في بحر الشام قال أبو الطيب:

سريت إلى جيحان من أرض آمِد ... ثلاثاً لقد أدناك ركض وأبعدا

وقال عدي بن الرقاع العاملي:

فبت أُلهى في المنام كما أرى ... وفي الشيب عن بعض البطالة زاجر

بساجية العينين خود تلدّها ... إذا طرُق الليل الصحيح المباشر

كأن ثناياها نبات سحابة ... سقاهن شؤبوب من الليل باكر

فهن معاً أو أقحواناً بروضة ... تعاوره صنوان طلٌّ وماطر

فقلت لها كيف اهتديت ودوننا ... دُلُوك وأشراف الجبال القواهر

وجيحان جيحان الملوك وإلى ... وحزن خزارى والشعوب القوا سر

وقال ياقوت في البردان إنه نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم ويصب في البحر على ستة أميال من طرسوس وهو الذي عناه الزمخشري بقوله:

ألا إن قلبي في جوى لا يبله ... قويق ولا العاصي ولا البردان

هذه هي البلاد التي تريد الدولة اليوم أن تعمرها بإصلاح طرق ريها والانتفاع من أنهارها الكبار التي تذهب جزافاً دون أن ينتفع بها حق الانتفاع فتصلح سهول هذا الإقليم الواسع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015